كان ياماكان
ياسادة ياكرام
كانت طفلةً في عمر الحنين
جار عليها الزمان وأهداها الأنين
خرجت في ذات يوم تقطف الياسمين
تلعب لعبةً لتصلح حالها الحزين
سارت في درب طويلة
بخطوات متعبة خائفة ثقيلة
فلاح لها على المدى قريةً جميلة
تنبت فيه الزهور من كل لون خميلة
تقدمت مسرعة الخطا نحو النور
تتبع بناظريها جمال وسحر الزهور
حتى أوصلتها قدميها إلى باب مسحور
فوقفت هائمةً تطرق الباب بحبور
فتجمع الناس حولها أحزاب
قالوا مستغربين ماجاء بك إلى العذاب
هل بك جنةٌ أم أصابك مس وارتياب
اهربي ياصبية لاتقربي تلك الاعتاب
قالت لم لا نبتهج ونلعب بعض الألعاب
قالوا ياصغيرة هذا ليس ككل الأبواب
هذا باب طويل المدى معتم كسرداب
مظلم بالليل يغزو نهاره الضباب
قالت سألقي نظرةً أكحل بها الأهداب
قالوا اذاً احذري باب الحاء والباء
حرفان رقيقان فيهما ابتلاء
يشكلان سوياً كلمة العناء
من دخل فيه عجز عنه الأطباء
فهو طاعون قاتل كالوباء
لن تستطيعي الفرار منه او الاختباء
قد كنا لك ناصحين لم نكن خطباء
طرقت الباب فسمعت صوتاً فيه شجن
قالوا صمي آذانك عنه إنه حزن
لاتتبعيه إنه أصل الشر والفتن
فما استجابت لنداءاتهم واتبعت الصوت الحسن
قيل لها ادخلي الصرح الممرد بغير اذن
فتحت الباب فوجدت مايغري النظر
جمال الكون وسر القدر
سقف سماوي يزينه القمر
وبينما هي شاردةّ بهذا الجمال
هرع إليها شاب وسيم بإقبال
قالت أنقذني وقعت في فخ الاعتقال
صرت حبيسة الحب أسيرة الأقفال
فنظر إليها بأسى نظرة اعتلال
وصار يبكي ويتنهد كالأطفال
قال بالله عليك ياست النساء
أتسألين الغريق عن طعم الماء
أنا ياسيدتي أسير الهوى منذ خمسين شتاء
ضاعت أيامي تبعثر عمري هباء
كنت قتيل الحب كنت أول الشهداء
منذ قرأت أوله منذ لفظت حاء
ظننتني شجاعاً ظننتني من الفصحاء
سلب مني العقل ألبسني بيض الرداء
فضحكت له وقالت التم المنحوس على خايب الرجاء
أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
مولاي
ليلاس 🌺
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق