بسمة الصباح ... صباح الخير ...
المنظومات الثلاث عند البشر ... ينتابني في بعض اللحظات احساس يؤرق فكرا يريد السفر والغوص في أعماق البشر بأن ذاك الغوص هو دفع ميت لن يجدي للخير سبيلا ولن يزرع منفعة ولن يقتل شرا ولكن حب السفر والحركة ورغبة الإنطلاق تطرد كل لحظة احباط فأعود إلى رحلتي اليومية ببسمتي الصباحية تلك علها تبني شاطئا ومن ثم ميناء خير وإن فشلت فيكفي أن نرسم ذاتنا وأن نحلق بعيدا عن سماء الجمود ... وبسمتي اليوم تتناول وضعا عاما يسود دولنا العربية ... دول عاشت وستموت على ذل وهوان وستأخذ بمجد الماضي إلى الصعود للهاوية ... كيف لا وعنوان حياة عربية تتمثل بمنظومة ثلاث تتحكم في عقول ومشاعر الأفراد ... وسأعرج قليلاً على كل واحدة لأثبت التشتت والسقوط لكل مناحي الحياة وهنا قد يسأل سائل ماالذي يجبر الفرد على الانزلاق في بوتقة المنظومة فأقول رغبة الحياة وضعف قد يأتي بعد سلسلة من الصراخ أو امتطاء مركب نجاة ... عوامل عدة تجعل من الفرد في حالة استسلام لقدر بشري احكم عقدته على رقاب البشر ... أعود إلى المنظومة الأولى وهي المنظومة السيادية والتي تتمثل بالحكومة وأعوانهم من الموظفين المقربين إليهم بسبب العمل والذين يتحكمون بمصائر الناس ثم تأتي منظومة العدالة وهي تتألف من القضاة بكافة أنواعهم والشرطة وأجهزة المخابرات وغيرهم وهي منظومة قوية قادرة على التحكم وفرض كل رغباتها تحت أو فوق عباءة القانون ثم تأتي المنظومة الثالثة والأخيرة وهي منظومة الثروة ... المال وهو سلطة قائمة بحد ذاته يستطيع أن يستولي ويشتري بقوته على المنظومة السيادية ومنظومة العدالة ... ولنتخيل حينها الوضع العام وما هي الآثار الناتجة عن تلك العلاقة وإلى أي مسلك سيؤدي بالفكر وما هي الطرق التي سيسلكها الفرد ليتجنب الشرك وليعيش في لحظات أمن وهذه الطرق طبعا تختلف من فرد لآخر فمنهم من يلتزم الحياد والآخر يحاول أن يتقرب من تلك المنظومات بشتى الوسائل وفي النهاية هي وسائل سلبية قاتلة له ولغيره لتصب في آخر المطاف في مستنقع السقوط ... وبسؤال أحدكم أجيب بأن ذلك يعود إلى عهد الخلافة الأموية والعباسية ومازالت الدروس والنتائج بكافة أثارها تتوالى حتى يومنا هذا ... زمن قديم بدأت فيه حركة السيطرة ... زمن قديم رسم لعبة المنظومة والدسائس والخراب حتى آلت مخلفات من العبقرية في القفز على شموخ القانون وكرامة الفرد بنفاق سياسة اللعبة أو نفاق السياسة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ... ما هو الفرق بيننا وبين الدول الأجنبية ...؟ علما بأن المنظومات الثلاث متواجدة في أنحاء المعمورة ... ولماذا نجد تطورا في الغرب وسقوطا في بلادنا ...؟ فأقول بأن القانون هو حاكم كل المنظومات في الدول الأجنبية بينما القانون في بلادنا العربية هو خادم المنظومة ويمنينها يدار وفق رغبات المنظومة ... كلمة جوفاء ... بوق يصرخ ويصمت وفق نفس أمارة بالسوء والاعتلاء وهذا أمر لا نجده في دول متحضرة تخضع لسلطة القانون ... لهذا ينبغي علينا أن نحترم القانون وأن نعمل وفق أخلاق ذاتية حتى تنتشر فيتحقق الأمن والتطور وهذا يحتاج إلى فكر ايجابي من كل الشرائح وهو صعب المنال ... صباح القانون الحر ... صباح الخير ...
شاعر
الأربعاء، 5 سبتمبر 2018
بسمة الصباح ...بقلم الاديب /حسين النايف عبيدات
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)