الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

انا ولدت كبيرآ☆☆☆☆بقلم☆☆أبراهيم العمر

أنا ولدت كبيرا
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا, يا حبيبتي, وعيت فجأة
ووجدت نفسي كبيرا,
أنا ولدت كبيرا,
لا أذكر شيئا من مراعاة الأمومة,
لم أمرّ بمرحلة المراهقة,
ولم تجتاحني فورات الشباب
وشهوانية النزعات
وشبقية الجسد.
أنا لا أذكر شيئا عن طفولتي,
أو ربما لم يكن في طفولتي شيئا يذكر.
فترات طويلة في حياتي
انمسحت كليا من ذاكرتي,
أحاول, دون جدوى,
استعادة ولو بعض الصور الباهتة عن قصصي.
قد يكون ما أشعر به الآن
هو ترابط مع شطحات ممسوحة من حكاياتي وصوري,
معك, يا حبيبة روحي,
تولد في داخلي أحاسيس جميلة بريئة طفولية,
تولد كلمات مخنوقة ومحبوسة ..
تولد طفولة معذبة ومقهورة ومحرومة
وتلاقي في حضنك العطف والحنان والدفء,
وتشعر بخفقات روحك
وغمرات صدرك
وشهقات أنفاسك
وتنهيدات قلبك
ولهثات رئتيك
وكزكزات أسنانك
وتمتمات شفتيك ..
وضمّات ذراعيك
ونغنشات خدودك,
أنا, معك أيتها الحبيبة الغالية,
أولد من جديد,
وتولد في روحي كل المشاعر السامية
ويولد في فؤادي أحاسيس من الشوق والحنان,
لم أعهدها من قبل.
أنا أبدأ معك, يا حياتي,
لحظات ولادة جديدة
وعمر جديد
من نوع فريد
بمقاييس جديدة
ومعايير رائعة من المودة والألفة
والوداعة واللطافة والحساسية
والنضوج والنبوغ والعبقرية
في فن التودد والملاطفة والتعاطف
والتتوؤم والتحابب والتفاني والإنصهار
والاندماج والتعاشق والهيام
والوله والوهم والحلم
والخيال والتضحية والشفافية ..
ونكران الذات والغيبوبة
والنشوة الطاهرة التي تنتج من عناق الأرواح,
تتحول الى لذة خالدة
والى متعة أبدية.
أنا معك أعيش طفولتي المنسية
وأمارس الطهارة والبراءة
في زمن الدناءة والوحشية
والغدر والطعن في الظهر
والغيبة والنهش في أعراض الناس
والحسد والأنانية.
أنا أعيش معك كل المبادئ والقيم
التي تعلمتها وبقيت ...
في خاطري ووجداني وضميري,
ولم أجدها في الأماكن
ولا في المجتمعات الخالية,
ظننتها نظريات غير قابلة للتطبيق,
وستائر يتستخدمها التجار وأرباب الأعمال
كوسائل لجذب الإستثمارات
وطرح المشاريع
وعناوين للسياسيين في برامجهم الإنتخابية.
ـــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق