حبال الضّوء ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أراكَ وحدكَ
تطلّ من شرفةِ المدى
تلّوح للأفقِ القميء
بيدكَ غيمةٍ تطلقها
ترفرفُ في دهاليزِ الشّفقِ
وكأنكَ تبحثُ عن نجمةٍ
رحلت في سهوبِ الكون
وخلّفت بوجهها زوبعةٍ
من أسئلة ..
صعدّتَ درجَ السّماء
فتّشتَ جيوبَ البرق
وحقائبَ السّديم الأزرق
وعند اللانهاية .. وقفتَ
ورحتَ تراقبُ العابرين
وتحدّقُ في موتِهم ..
تستحلف الأصداء
وتناشد الأنداء
تحقق مع كلّ مايثير ارتيابكَ
لا سلّمَ عندكَ
لتصعد ظهرَ هذه النّسمة
تدورُ من تحتكَ المسافات
تتباعدُ أنتَ عن ظلّكَ
وأنتَ تحاولُ أن تتمسّكَ
بحبالِ الضّوءِ
عمّن تبحثُ في باطنِ الأرجاء
ولا أشرعةَ تحمل عليها نبضكَ ؟!
ستطوفُ بلاد الماء قاطبةً
ولن تجدَ .. ماضاعَ منكَ
أنتَ من أفلت هديلَ الأمنيات
من ضيعَ أصداءَ الحنين
وشرّدَ النّدى من سطورك
ستبقى وحدكَ
تعدّ رمال الشّوق
وتمشي في صحراءِ الحلم
تتكىءُ على جدارِ أوجاعكَ
هربت منكَ قصيدتكَ .. فاتبعها
لَملِم حروفَ الرّوح
دع الوجعَ مبراة لقلمِ هواكَ
واجعل من دفترِكَ .. قبركَ
مت بين الكلمات العاثرة
وامشِ على ريحِ أسطرك
تنغسل الدّمعة حين تعانقكَ
ويأكل الحنين منكَ .. ساعات نومكَ
هل يغفو الرحيل في عينيك ؟!
هل بلّل العطش شفتيهِ
من دمعِ تنهيدة الاحتضار ؟!
شيّد فوقَ حلمك .. صرحاً للذكرياتِ
خبئ قهركَ في كنفِ جرحكَ
احمل زوادةَ الموتى
في ظلّ ماضيكَ
ماذا تريد من سرابٍ حاصركَ ؟!
ومن موتٍ كانَ ينمو
على أطرافِ صخبكَ
جلّ وقتكَ .. ضاعَ
في سراديبِ الانتظار
لنبضكَ أمدٌ بعيدٌ
من عشقٍ خرافي الشّكلِ
متوحش بالاصداءِ
لا يرتبك في انهيارهِ
الصّاعد ..
حدّ الاختناق .
مصطفى الحاج حسين .
اسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق