ــــــــــــــــ ( أشتاق أنظرُ وجههُ) ـــــــــــــــــــــــ
مهداةٌ إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
شعر : طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو اتحاد كتاب مصر
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~**~*
كمْ غُصتُ بحرَ الشعرِ كي ما أنتقي ** درَّاً لمدحِ المصطفى يرضَاهُ
وكأنني بالدرِّ يضحكُ قائِلاً ** أَنَّى لمثليَ مَدْحُ مَنْ نَهواهُ
فاللهُ أعلى قدَرَهُ فوقَ الورى ** واللهُ بالخُلقِ العظيمِ حَبَاهُ
الشعرُ كلُّ الشعرِ يجثو للذي ** ربُّ الورى بصفاتِهِ حَلاَّهُ
وعليه أنزلَ ربُّنا قرآنَهُ ** جلَّ الكتابُ وجلَّ من أوحاهُ
في سورة (الأعراف) دستورٌ لنا ** في شخص خير العالمين نراه
خُذْ عفوَ ربِّكَ وأْمُرَنَّ بِعُرْفِهِ ** أعرضْ عنِ الجُهلاءِ تلقَ رضاهُ
في « التوبةِ » اقرأْ صاحِ آخرَ آيةٍ ** وانظرْ إلى ما اللهُ قدْ أعطاهُ
فهوَ الرءوفُ هوَ الرحيمُ وربُّنَا **باسمينِ مِنْ أسمَائِهِ سَمَّاهُ
في « الحِجْرِ » يُقْسِمُ ربُّنا بحياتهِ ** فَلَعَمْرُكُمْ هُمْ يَعْمَهُونَ وتاهوا
رِفْقَاً{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ }قَدْ أُنْزِلَتْ ** في (الكهف) تخفيفاً لما يلقاه
هون عليك فلست تهدي من تشا **لو شاء ربك لاهتدوا بهداه
في « الفتحِ » يغفرُ ما تقدمَ ربُنَا ** بل ما تأخَرَ ..جلَّ في علياهُ
ليُتِمَ نعمتَه على خير الورى ** وتمام نعمته عليه رضاهُ
في « نِ والقلمِ » الإلهُ يُجِلُّهُ ** وعلى عظيمِ الخُلْقِ قدْ رقَّاهُ
فـ(مُحَمَّدٌ) حَازَ المكَارِمَ كُلَّهَا ** شَرَفٌ لَهُ رَبُّ الورى أعطاهُ
اللهُ ربُ العرشِ يشرحُ صدرَهُ ** اللهُ يرفعُ دائماً ذكراهُ
ويعاتبُ المولى الكريمُ حبيبَهُ ** وبعفوهِ قبلَ العتابِ حَبَاهُ
من مكةٍ بلدِ الهدى أسرى به ** ربُ الورى ليلاً إلى أقصاهُ
وهناكَ كانَ إمامَ كلِّ الأنبيا ** سبحانَ من بالفضلِ قد أولاهُ
ثم ارتقى من بعدِ ذا للمُنتهى ** واسمعْ إلى جبريلَ قد ناجاهُ
خُضْ في بحارِ النورِ وحدَك سيدي ** ما كانَ ذاكَ لغيركمْ حاشاهُ
أنا إنْ تقدمتُ احترقتُ بنورِهِ ** لكنَّ قدرَكَ أنتَ ما أعلاهُ
كل ٌ له منا مقامٌ سيدي ** لا يستطيعُ تجاوزاً لمداهُ
ويخاطبُ المولى العظيمُ حبيبَهُ ** وبأشرفِ الأسماءِ قد ناداهُ
أنا قد كشفتُ لكَ العوالمَ كلَها ** وكذاكَ وجهي الآنَ أنتَ تراهُ
أنا ما خلقتُ أحبَ منكَ « محمداً» ** ولسوفَ أعطيكَ الذي ترضاهُ
هذا مقامٌ ليس يعرفُ كنْهَهُ ** إلا الذي لحبيبهِ أعطاهُ
عجباً لذي عينين يبصرُ «أحمداً » ** وتزوغُ عن نورِ الهدى عيناهُ
عجباً لمن سمعَ الحبيبَ « محمداً» ** يوماً وما بلغَ السما بهداهُ
عجباً لهذا الكفرِ آذى حِبنا ** عجباً له عن دارهِ أقصاهُ
عجباً لمكةَ كيفَ ضاقَ رجالُها ** بحبيبنا والغارُ قد آواهُ
عجباً لذا الحجرِ الأصمِ إذا بدا ** بجوارهِ خيرُ الورى حيَّاهُ
عجبا لأحجارٍ تسبحُ ربَها ** في كفهِ صلى عليهِ اللهُ
ويقومُ للهِ العظيمِ بليلهِ ** من أجلِ ذاكَ تفطرتْ قدماهُ
وانشق بدر في السما لحبيبنا ** حتى بدا نصفين في علياه
وأرى الغمامَ يحبُهُ فيظلُهُ ** في أي شبرٍ في الدنا يلقاهُ
تنضمُ أشجارُ الفلاةِ لستره ** فحبيبُنا واللهِ ما أحياهُ
ويدرُ ضرعُ الشاةِ إكراماً له ** وأرى شراذمَ قومِهِ تأباهُ
ويقول خير العالمين لصحبه ** في موقفٍ من يا تُرى ينساهُ
إن كنتُ يوماً قد جلدتُ أخاً لنا ** فليستقدْ مني فذا أرضاهُ
يعطي القصاص حبيبنا من نفسه ** عدلٌ فريدٌ ما له أشباه
يعطي ويعطي ليس يُدرَك رفده ** فالبحر غيض من ندى يمناه
يعطى عطاءً ليس يخشى فاقةً ** هو واثقٌ في الله جلَّ علاه
كالريح مرسلةً عطاءُ حبيبنا ** والجودُ كلُّ الجودِ بعضُ نداهُ
عجباً لأفئدةٍ تضلُ عن الهدى ** ويحن جذعُ النخلِ .. بل يهواهُ
ويضمهُ المختارُ ضمةَ مشفقٍ ** فالجذعُ قالَ لفرقةٍ أواهُ
ويقول للجذع الحبيبُ مخيراً ** بين اخضرار الأرضِ أو أخراهُ
يختارُ هذا الجذعُ جنةَ ربه ** ليرى الحبيبَ .. لكي يدومَ هناهُ
وقد ارتكسنا نحنُ بعدُ فلمْ نعدْ ** حتى نساوى الجذعَ .. وا أسفاهُ
وتجمعَ القومُ اللئامُ لقتلهِ ** ونجا .. فسبحانَ الذي نجَّاهُ
عينُ الإلهِ تحوطُهُ بعنايةٍ ** هو أَبْتَرٌ واللهِ مَنْ عَادَاهُ
عجباً لأنصارِ النبي وحبِهم ** فلهُ الولاءُ .. وليس ذا لسواهُ
خرجوا تسابقُهم منازلُ ( طيبةٍ ) ** قد زادَ شوقهمو إلى رؤياهُ
سرعانَ ما قالَ البشيرُ مهنِّئاً ** جاءَ الحبيبُ فهلَّلوا للِقاهُ
طلعَ الحبيبُ كبدرِ تِمٍّ وجهُهُ ** فجمالُه واللهِ ما أبهاهُ
النورُ عَمَّ بلادَنا وديارَنا ** فضياءُ كُلِّ الكونِ بعضُ سناهُ
وتقول ألسنةٌ جديرٌ قطعُها ** هو ساحرٌ .. هو كاذبٌ .. حاشاهُ
عجباً لمن آذى النبيَ بكِلْمَةٍ **يا رب هلاَّ قُطِّعَت شفتاهُ
عجباً لمن آذى النبي برسمه ** شُلَّتْ بهذا الرسمِ منهُ يداهُ
« تبتْ يدا» فيها جزاءُ من اعتدى ** يوماً على المختارِ أو آذاهُ
ولسوف يعطى بالشمال كتابه ** تبكي الدما لشقائه عيناه
بتروا بما فعلوا وبغضهمو له ** سيظلُ خيرُ الخلقِ في علياهُ
الله قد عصم الحبيب محمداً ** ومن الأُلى يستهزئون كفاه
*****
رباهُ إنِّي قد أتيتُكَ راغباً ** في الصفحِ عنى .. هل تُرى ألقاهُ ؟
إنْ أنتَ لم تصفحْ فمن ذا أرتجى؟ ** ومن الكريمُ سواكَ يا رباهُ
يا رب كن لي في القيامةِ راحماً ** واغفر لعبدكَ ما جنتهُ يداهُ
بالمصطفى يا رب تممْ فرحتي ** لا تحرمَنِّي في غدٍ لقياهُ
واجعله لى يا رب عندك شافعاً ** من ذا سيشْفَعُ يومَها إلاَّهُ
هو في القيامةِ شافعٌ ومُشََّفعٌ ** في العالمينَ ومن لذاكَ سواهُ
واجعلهُ ذُخراً في القيامةِ سيدي ** واللهِ غايةُ منيتي رؤياهُ
أشتاقُ يا اللهُ أنظرُ وجهَهُ ** تشتاقُ عيني ترتوي بضياهُ
أشتاقُ أنْشَقُ من عبير« محمدٍ» ** أشتاقُ ألثمُ دائماً يمناهُ
وأقبلُ القدمينِ من شوقٍ إلى ** نورِ الحبيبِ « محمدٍ» رباهُ
لا تحرمَنِّي وِرْدَ كوثرهِ غداً ** ليزولَ عن هذا الفؤادِ ظَماهَ
لأذوقَ من كفِ الحبيبِ « محمدٍ» ** كأساً هنياً .. ربِ ما أصفاهُ
يا رب إني قد مدحتُ « محمداً » ** حتى أحققَ للفؤادِ مناهُ
إن تاهَ مَنْ مَدَحوا الملوكَ فإنني ** بمديحِ (أحمدَ) سيدي تياهُ
ولقد وقفتُ قصائدي لمديحه ** فمديحهُ شرفٌ .. وما أسماهُ
يا رب فاجعل لي بمدحِ « محمدٍ» ** نوراً بقبري في غدٍ ألقاهُ
وعلى الصِراطِ..وعندَ نشرِ صحائفي ** فاقبل رجائي اليومَ يا اللهُ
يا رب صلِّ على الحبيبِ «محمدٍ» **واحشر عُبَيْدَكَ تحتَ ظلِ لواهُ
ــــــــــــــــــــــــــــ*~*~*~*~*~*~*ـــــــــــــــــــــــــــــــ