السبت، 21 أكتوبر 2017

نشيد الغريب**** الشاعر الوليد


  • نشيد الغريب
  • ما عُدت ِ لي
  • قال َ الغريب ْ
  • قد صار َ قلبُك ِ فندقا ً للعابرين ْ
  • وأنا أطير ُ إلى النوافذ ِ خلسة ً
  • فأراك ِ في ليل ٍ مُباح ْ
  • وهناك َ يجلس ُ فوق َ مقعدنا سواي ْ
  • ويداك ِ تغفو في يديه
  • تتعانقان ِ على أديم الإنكسار ْ
  • ما عُدت ِ لي
  • قال َ الغريب ْ
  • هذا فراق ٌ بيننا حتى الأبد ْ
  • وأنا هنالك َ لا أحد ْ
  • سقف ُ الغمامة أزرق ٌ
  • لا شيء َ يمنحه البياض ْ
  • كم كنت ُ أنت ِ ولم ْ أكن ْ يوما سواك ْ
  • لا شيء َ يجذبني إلى
  • وجه ٍ تناثر َ في العَدَم ْ
  • لا الوقت ُ أو شوق ُ المساء ْ
  • قد كنت ُ يوما ً عابرا ً كالعابرين ْ
  • والآن َ وحدي أستعيد ُ من َ العدم ْ
  • هذا الوجود ْ
  • وأعيد ُ رسم َ طفولتي
  • ويكونني حلم ُ البداية ِ من جديد ْ
  • ما عدت ُ أسترق ُ المساء ْ
  • حتى أراك ِ دقيقة أخرى هنا
  • قبل َ الرحيل ْ
  • فأنا وهبتُك ِ كل ّ شيء
  • وجه القصيدة ِ شكلَها
  • كل الحروف
  • وكم احترقت ُوأنا أفتش ُ في المعاني والكلام
  • ما زلت ُ أحفظ بعضها
  • والبعض ُ غاب ْ
  • صَيْدا تموت ُ على ضفاف ِ البحر ْ
  • وسفينة ُ المشتاق ِ تُخطئها الشواطيء ُ في الإياب ْ
  • سأكون ُ مثل َ الظل ّ أتبعني وأرصد ُ خطوتي
  • حاولت ُ رصد َ ملامحي من خارجي
  • وأنا أعيش ُ بداخلي
  • ما عدت ُ أفهم ُ كيف ينمو الزهر ُ في الأرض ِ اليباس ْ
  • أو كيف تورق ُ نجمة ٌ عبر الفضاء ْ
  • تلك الحياة ُ غريبة ٌ بطقوسها
  • وفصولها
  • كم كنت ُ أعشق ُ حبّنا
  • وطريقة ُ الأشياء ِ يملأها الفراغ
  • كنا معا
  • والثالث ُ المنسي ُ يسكن ُ قلبنا
  • ويغارُ منا كلما تَعب َ المساء ْ
  • والآن قلبك ِ فندق ٌ للعابرين ْ
  • وأرى سواي ْ
  • في هدأة ِ الليل ِ يبدأك ِ النشيد ْ
  • وأنا الغريب ْ
  • وأنا المسافر ُ والطريد ْ
  • وأنا وأنت ِ الخاسران
  • والثالث ُ المنْسي ّ أيضا ً خاسر ٌ
  • فأنا اقتلعتُك ِ من دمي
  • ومحوت ُ اسمك ِ من فضاء الإغنيات ْ
  • صيْدا المدينة ُ لم ْ تعد ْ
  • حلم َ الرعاة ْ
  • أو قبلة َ المشتاق ِ للموج ِ الجميل ْ
  • كم قلت ُ للحب ِ المفاجيء مرّة ً
  • لا تـمْـتّحني
  • فأخاف ُغدرك َ حين ينكسر ُ الزمان ْ
  • أسقطت ُ اسمَك ِ من حروف الأبجدية كلها
  • كي لا أراك ِ تعانقين َ قصيدتي
  • مزقت ُ صورتك ِ التي
  • كانت ْ معي
  • في جيب ِ محفظتي تنام ْ
  • أحرقت ُ كل ّ رسالة ٍ
  • قد كان َ يحملها الحمام ْ
  • يا كذبة ً أزلية ً
  • يا أنت ِ يا صنما ً صنعت ُ من الرّخام ْ
  • لي أعتذر ْ
  • وسأعتذر ْ
  • عن كل شيء ْ
  • عن رحلة ٍ ممنوعة ٍ
  • في درب ِ الكلام ْ
  • الوليد / الأرض المحتلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق