حين يستريح الزمن ...بقلم / انا غصون
- حين يستريح الزمن
- الأوطان أكبر من أبنائها مهما علو قدرهم.. وهناك أبناء تكبر بهم الأوطان وهناك أيضا شعوب لا تدرك قيمة أوطانها..
- وعلي مستوي الأسرة هناك ابن واحد يمكن أن يصنع ميلادا جديدا لأسرة كاملة.. وهناك ابن يقدم للأسرة من الفضائح ما يجعلها أضحوكة للجميع.. والأمم أيضا تفخر بأبنائها ومازال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام نموذجا إنسانيا فريدا يتقدم كل عظماء التاريخ.. وفي فرنسا مازالوا يقدرون نابليون علي رغم أخطاءه التاريخية.. وفي مصر نماذج نادرة في تاريخنا القديم وهم رموز لم نشاهدها.. ولم يكن صلاح الدين الأيوبي أو السلطان قطز مصريين وكان أحمد شوقي والعقاد والحكيم أكرادا ولكنهم أضافوا لمصر الكثير كمبدعين من أبناء النيل.. وفي أحيان كثيرة تبخل الحدائق بالثمار وتبخل الأرض الخصبة بالعطاء فتصاب الشعوب بحالات من القحط تصل إلي درجة التجريف.. وفي بعض الأحيان يستريح الزمن فتخلو الأرض من العبقرية في كل شيء وفي أحيان أخري تمتد يد الفساد وتقوم بتجريف كل شيء, فلا تري في الحديقة نخلة عالية أو شجرة عفيه وتمتد أمامك مساحات شاسعة من الحشائش..
- والأرض لا تصنع الرجال.. ولكن الرجال هم الذين يزرعون الأرض وهم أصل العطاء, لأن الأرض لا تنجب وحدها ولكن عطاء الإنسان هو الذي يمنحها الخصوبة, ولهذا فإن أرخص أنواع الأرض هي الأرض البور وهي أحيانا تفقد قدرتها علي العطاء حين تمتد إليها تلال الملح وهي من أسوأ الأمراض التي تدمر كل شيء في خصوبة الأرض.. ولا أحد يعرف لماذا تبخل الأرض بالعطاء أحيانا هل لأن شيئا أفسدها أم أن الملح زارها أم أن للزمن دورات يرتاح فيها.. هذه الخواطر دارت في رأسي وأنا أشاهد ما يحدث في ارض الكنانة وكانت يوما مصنعا للرجال.. كان من الصعب عليك أن تحصي آلاف النماذج الفريدة ولكن الحديقة أجدبت ولم يبق فيها غير قطيع من الغربان السوداء التي تطاردنا كل يوم.. هل هي مجرد استراحة للزمن وتعود بعدها للأرض الطيبة خصوبتها وعطاؤها القديم أم أنه خريف دائم.
- متمردة..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق