السبت، 16 ديسمبر 2017

يَدُ الرِّيحِ ...مصطفى الحاج حسين . إسطنبول


  • يَدُ الرِّيحِ ...

  • شعر : مصطفى الحاج حسين .

  • أَتَحَلَّقُ حَولَ عُزلَتِي

  • أَستَأنِسُ بِالذّكرَيَاتِ

  • أَحَدِّثُ مَن لَا يَسمَعُنِي

  • وَأَرُدُّ على أسئِلَةٍ

  • لَم يُرسِلهَا أَحَدٌ إلَيَّ

  • أُمضِي جُلَّ وَقتِي

  • وَأَنَا أُحَاوِلُ أَن أُبَدِّدَ الوَقتَ

  • لَا وَقتَ عِندِي

  • لِأَعِيشَ مُستَمتِعَاً بِهَذَا الوَقتِ

  • لِأَنَّ حَيَاتِي وَرَقَةٌ صَفرَاءُ

  • عَبَثَت فِيهَا يَدُ الرّيحِ البَلهَاءِ

  • أَينَ مَن كُنتُهُ يَومَ كَانَ

  • لِوُجُودِي مَعنَىً وَحُضُورُ ؟!

  • لَا أثَرَ أَجِدُهُ يَدُلُّ عَلَيَّ

  • سِوى خَيَالَاتٍ لَا تَنمَسِكُ

  • لِأوقِفَها وَأَحتَضِنَها

  • وَأَسأَلَها عَن حَقِيقَةِ مَا تَقُولُهُ عَنِّي

  • ثَرثَرَةُ الذِّكرَيَاتِ

  • هَل أنَا العَاشِقُ الذَي

  • خَانَتهُ حَبِيبَتُهُ مَعَ مِرآتِهَا ؟!

  • وَظَلَّت تُقفِلُ عَلَى أُنُوثَتِهَا

  • لِحَدِّ التَّصَحُّرِ !!

  • وَكَانَت قَصَائِدِي أَحصِنَةً

  • تَمتَطِيهَا فِي سَاحَاتِ التَّمَختُرِ وَالخُيَلاءِ

  • إِنِّي أُعلِنُ اعتِذَارِي مِنَ الكَلِمَاتِ

  • الّتِي نَسَجتُهَا مِن لَهفَتِي وَحَنِينِي

  • أَعتَذِرُ مِن قَلبِي الّذِي أَذَقتُهُ الذَّلَّ

  • وَمِنَ رُوحِي الّتِي مَرَّغتُ فَضَاءَها

  • بِوَحلِ النَّجوَى وَالتَّبَتُّلِ

  • مَاكَانَ عَلَيَّ أَن أَتَنَازَلَ

  • عَن عَرشِ الكِبرِيَاءِ

  • حَتَّى لَو كَانَت تَسكُنُ عُنقَهاالنُّجِومُ

  • وَيَخضَعُ الفَضَاءَ لِعِطرِ نَهدَيهَا

  • وَيَحمِلُ لَهَا القَمَرُ حَقِيبَتَهَا الجِّلدَّيَةِ

  • وَيَصِبُ لَهَا النَّدَى مِن إِبرِيقِ النٌورِ

  • لِتَغتَسُلَ بِعَسَلِ الفَجرِ

  • مَاكَانَ عَلَيَّ أَن أُغَامِرَ بِالأَبجَدِّيَةِ

  • وَأَرمِيهَا كَوَردَةٍ

  • إلى أعَالِيَ شُرُفَاتِهَا

  • حَتَّى وَإن كَانَت نَافِذَتُهَا

  • مِن أَرِيجِ الهَمَسَاتِ

  • وَبَيتُهَا من صَلصَلِ اللَهفَةِ

  • كَانَ عَلَيَّ أَن أُرفِقَ بِدَمعِ جُنُونِي

  • وَأَن أُشفِقَ عَلَى ثُغَاءِ أصَابِعِي

  • وَهِيَ تكتبُ جَمرَ لَوعَتِي

  • وَتَذرُفُ صَرَخَاتِ مَوتِي

  • أنَا الآنَ أَكرَهُكَ يَا حُبُّ

  • سَأُقفِلُ عَلَى جَمِيعِ مَسَامَاتِي

  • سَأُغلِقُ عَلَى بَسَاتِينِ دَمِي

  • سَأُغمِضُ عُيُونَ رُوحِي

  • وَسَأُكَمِّمُ نَبَضَاتِ قَلبِي

  • وَسَأُسَيُّجُ بِحَارَ رَغَبَاتِي

  • لَن أُصغَي إليكَ أَبَدَاً

  • وَلَن أَاكُلَ مِن تِلكَ الشّجَرَةِ

  • مَهمَا جَاعَ صَمتِي

  • وَاحتَجَّت عَلَيَّ اختِنَاقَاتِي .

  • مصطفى الحاج حسين .
  • إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق