السبت، 16 ديسمبر 2017

كمينٌ في الحافلة++++++++الشاعر رشيد حماني / الجزائر


  • كمينٌ في الحافلة

  • هل تَذكرينَ لقاءنَا وتَصرُّفِي
  • يومَ الْتقَينَا صُدفةً في الموقفِ
  • وَحَمْلتُ عَنكِ حَقيبةً مُتَودِّدًا
  • وجَلستِ خلفَ السائقِ المُتعجرِفِ 
  • قد كان ينظرُ للطَّريقِ وتارةً
  • يتأمَّلُ المِرآة كلّ توقُّفِ 
  • حتّى الذي قَطعَ التذاكِرَ عينهُ
  • لعِبتْ كعين السارقِ المُتخَوفِ 
  • وكذَا السَّتائرُ والنوافذُ رحَّبتْ
  • ومَعَ الكَراسي قِصَّةٌ إنْ تعرفِي 
  • صَاحتْ تُنادي ها هُنا فلتَجلسي 
  • وكأنّها كانتْ تترجِمُ أحرُفي 
  • وأنا أفكِّرُ في الطريقِ بحيلةٍ
  • أبدي لكِ الإعجابَ دُونَ تكَلُّفِ
  • فقرأت عن سِحرِ العيونِ قصيدةً 
  • أبديتُ فيها حُرقةً بتلهُفِ 
  • أخفيتُ عمدًا سَاعتِي مُتَسائلاً
  • كم قد مضى من وقتنا لم أعرفِ !
  • فالوقتُ مرَّ بسُرعةٍ مَجنونةٍ 
  • وعقارِبُ السّاعات كادَتْ تَختفي
  • ونَسيتُ فِعلا أينَ كنتُ مُسافراً
  • فمشاعري لمْ تَبْق تحتَ تَصَرُّفي
  • ما كُنتُ أعرفُ أن صَوتكِ نغمةٌ
  • ستِذيبُ قلبي في شِفاهِ المَعْزِفِ
  • وبأنّ حبَّك كالكمينِ مُجَهزٌ
  • وبأن حُسنكِ يا بُنيةُ مُتلفيِ
  • ولقد أخذتِ القلب عند فراقنا
  • ونسيت إنعاشَ الجريحِ المُنزفِ

  • رشيد حماني / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق