حجر الأساس / 20 /
[ تكاد الأيديولوجيات عموما أن تكون رؤية تطبيقية لتنظيرات سياسية .. و بما أن التنظيرات السياسية كلها ذات أفق ضيق و محدود، و تكون مرتبطة بأجندات مبهمة أو غامضة أو خفية أو تحقق مصالح نفعية لمن يقف وراءها! لذا فإن عموم الأيديولوجيات تلازمها العيوب و يكتنفها الفساد و تجدها ليست بالتي تصلح للاستهلاك البشري ]
لعل المجتمع الواحد إذ ترافق مسيرة حياته و حركة نشاطه بضع أزمات و مشكلات و عوائق تحول دون ارتقائه و وصوله إلى مرتبة القوة و العزة و المنعة؛ لعل هذا المجتمع و هو يبحث عن حلول لعموم مشكلاته أن يلجأ إلى مفكر نزيه، مستقل غير تابع لجهة فئوية أو عنصرية فيطلب منه إيجاد حل لأزماته و مشكلاته، ولكن بشرط أن يكون ذاك المفكر ممن تلازم المصداقية سيرة حياته و منطقه الذي يحزم به أمره، و أن يكون - أي هذا المفكر - ممن يستند في تنظيراته عموما إلى مرجعية ذات مصداقية عالية قد اتفق على مصداقيتها معظم الناس من أصحاب الرأي و المشورة و القرار، و إلا فإن المرجعيات التي تشتغل بالسياسة و المصابة بداء الإنتماء الفئوي أو الحزبي، فهذه محجوبة عنها الثقة باعتبارها ميالة الجنب، عرجاء، فلا يحق لها أن تبدي رأيا في مشكلات المجتمع و مناهجه و توجهاته.
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق