الأربعاء، 25 أبريل 2018

صباح البسمة الحقة .....حسين النايف

بسمة الصباح ... صباح الخير ...
بسمتي اليوم تختلف كثيرا عما اهمس مع أصدقائي واحبتي ... ها أنا ذا أعود كي أهمس في أذنيك كلمة واحدة بل كلمات أولها أحبك وآخرها إلى الأبد.هل هي ليلة من ألف ليلة و ليلة أم ماذا ...؟ أشعر بك في كل مكان القريب و البعيد, كل ما أستطيع أن أنظر إليه خلسة من خلال هذه الشموع التي أوقدها في ذكرى حبي لك ما هو إلا ذكريات أنفاس انسابت على كتفي , كل هذه الأشياء الجميلة التي تنبثق من خلال ألحان أنشودتنا التي عزفناها سويا, رحيق شفاهك مازال يسكن فوق شفاهي, أم كيف يكفيني الوصف كي أكتب لك عن حورية التقيتها على شاطئ بحوري, أم هل لي أن أخبرك عن الكثير و القليل من الذي أنا فيه.سمها ماشئت, خطرفات, نثريات,كل الكلمات قد تفي بوصف ما أنا أكتب و لكنها لن تصف أبدا ما أنا أحس ولو اجتمعت قواميس العالم بجميع لغاتها ما أستطاعت.كتبت ومازلت أكتب ولكني لم أستمتع بكتاباتي كلها إلا إن كانت لك, لماذا ...؟ لا أعرف هذ الفوانيس المعلقة في الطرقات, كل هذا البرد الذي يحيط بذكرياتي,كل هذا الضجيج الذي أسمعه في كل مكان, وكل هذا الهدوء الذي لا أسمعه بين الحينة و الأخرى لم يعد إلا أن يركع ويتوسل لك بين حضن و دمع أن ترأفي بهذا العبد الذي ما لم يكن أن يحب لو لم يحبك فوق كل هذا الريع الكثير من الأحاسيس التي استطاعت أن تطهره من عبودية الذات. مالعيب أن نتحرر من عبوديتنا لذاتنا و أن ننحني ولو بالقليل الكثير لمن نحب, أنا أتحدث عن نفسي و عنك وعنا وعن الماضي والحاضر و المستقبل, أنا أتحدث عن قافية أشعاري التي ماتت قبل أن تكتب لك ولو شطر بيت أعبر فيه عن حالي المضني. هل لي أن أشكي حالي لك و أن أعري ذاتي أمام هذا الحب الذي أعيشه ...؟ سيدتي هذا الحب الذي أتكلم عنه هو حبي أنا لك الذي لا يخضع لأي مقاييس ممكن لأي اجهزة أن تقرأ تردده, هذا الحب الذي يمكن أن أصنفه تحت بند الزلازل والكوارث اللاطبيعية, هذا الجنون المستعصي, الجنون الذي لم و لن يجد أحد له العلاج الفعال كي أتخلص منه , ما أستطاع بشر مثلي أنا أن يتحمل هذا الكم الرهيب من الشوق و الغفران و العذاب. مازلت أكتب وأبحث لنفسي عن عذر ولو كان قبيح كي أضمد به جراح تشققت من لوعة ألم من جنون غريب, نعم أنا الغريب ولكن ليس الغريب عنك ولكن الغريب عن نفسي التي استطاعت أن تبحر نحو ساحل مجهول ما كانت تتمنى أبدا الخوض فيه, فبالرغم من إيماني الكامل بأن الحب ما هو إلا رحلة خطيرة لا نعرف نهايتها ولكنا نتسابق جميعنا سواء بأيدينا باختيارنا شأنا أم أبينا, ولكنا ما زلنا نكابر ونخوض فيه و إن تتابعت القصص القديمة و الحديثة تحذرنا من متاهة الخوض فيه, كم أسخر من نفسي و أنا أتذكر أول يوم رفعت شراعي و أعلنت الإبحار في بحر حبك وكلي شوق لمعرفة و استكشاف هذا البحر, ما علمت أن الجسد و الروح قد يلتقيان وسط كوم هائل من الأمواج والبحث عن المرفأ هو من ضروب المستحيل بل الجنون بعينه. لم يخبرني أحد قبل أن خوض التجربة مميت و ليس مخيف, أنا لا أخافك أبدا , فكيف لي أن أخاف بعد أن مت ...؟ وهل للصريع أن يبحث عن الحياة ...؟ يكفيني الفخر أني خضت التجربة بكل مافيها من حلو و حلو ..! كل مافيها من خوف وألم, من حب وحنان.صدقيني ها أنا ذا أرفع جميع الأشرعة بانتظار الرياح التي قد تحملني إلى مرفأ يحميني من هذا الخوف الذي أعيشه كل يوم, لحظة بعد لحظة أشعر برياح دافئة تأتي من هنا وهناك, كم بحثت عن مصدرها لم أتمكن معرفة الهدف الذي أبحث عنه, فقدت الصبر على كل مايدور حولي فلا أنا بالميت و لا الحي, أنا مجرد ذكرى انسان تهاوى على الأرض ولم يبقى منه إلا رماد ينتظر رياحا تأخذه إلى مرفأ الأمان تأخذه إليك ... صباح البسمة الحقة ... صباح الخير ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق