قصيدة الشاعر مختار هلال (( يا من شيعت إلى القبر ).
استحقت اعتلاء منصة التتويج لهذا اليوم
( يا من شيعت إلى القبر )....شعر.. د..مختار أحمد هلال
يا من جردت من الأمر... وتنام وحيدا فى القبر
تمسى أو تصبح لا تدرى ....ظلمات الليل من الفجر
هل أنت حبيس فى الأسر.... أم أنت طليق كالطير
ودعت الدنيا توديعا.... لا رجعة فيه مدى الدهر
والآن كتابك تقرؤه..... من خير كان ومن شر
قد كنت رفيعا فى القدر..... لاتجلس إلا فى الصدر
إن قلت فقولك مسموع..... والأمر يجاب على الفور
إن تبدى الرغبةفى شئ...... فالكل يسارع أو يجرى
أملت كثيرا فى الدنيا..... وخدعت بطول فى العمر
أخلصت هواك لفانية. ....سكنت فى القلب وفى الفكر
وظننت نعيمك موصولا..... والأمر يدوم على الخير
فأتاك الموت بلا نذر..... من حيث جهلت ولا تدرى
والساق التفت من رعب..... بالساق حصرت فلن تجرى
واستبق القوم لنجدته....... والسابق كف للقدر
لا يفلح طب فى موت...... والكل استسلم للأمر
............................................
عيناك تدور على الحشد....... تستعطف. منهم تستجدى
من يأخذ منى أموالى....... ويعيد الروح إلى جسدى
من يأخذ منى أموالى....... من يسكن دارى من بعدى؟
ما كان الموت يروعنى...... واريت كثيرا فى اللحد
فالموت قضاء مكتوب....... والحزن شعور لا يجدى
ماكنت أظن بأيامى...... ستحيل اللهو إلى الجد
وأذوق الموت وكربته..... فى أوج القوة والمجد
ماأقسى الموت وسكرته ......واكرب الموت وياكبدى
أعضائى الآن تودعنى..... للقاء فى يوم الوعد
.........................................
عيناك تغور ويغشاها. ........كرب يثنيك عن الصبر
يسقيك الموت بسطوته....... كأسا مملوءا بالجمر
عيناك تقول إلى خير....... أمضى أم أذهب للخسر
أأبيت الليلة. مسرورا......... فى دار البهجة والطهر
أم أمى النار. ستأخذنى......... وأبيت الليلة فى سقر
...........................................
وارتفعت روحك خاشعة. .......عادت للأصل من الأسر
وسكنت سكونا أبديا....... لا نفس أو نبض يسرى
وارتفعت أصوات الثكلى...... واشتد الضرب على الصدر
الناس تقول ويا عجبا...... لم يحظ بطول فى العمر
البعض يودع تقبيلا........ والبعض يودع بالنظر
الكل يهمهم فى جزع...... لا أحد يعقل ما يجرى
وكأن الميت مظلوم.......... وانساق إ لى حظ عثر
لكنا أبدا لن نبلى......... سنعيش وننعم بالعمر
الموت قضاء مكتوب...... لكن مكتوب للغير
.............................................
للغسل وضعت بلا حول........ ينصب الماء ولا تدرى
أين المحسود لنعمته........ ترك الأموال إلى الغير
أين المعتز بمنعته. .......منقادا فى أيدى البشر
أين المتصدر مجلسه. .........سينام وحيدا فى القبر
اين المفتون بقوته........ يأكله الدود ولا يدرى
ولبست الكفن وطيبت.......... هل يشعر ميتا بالعطر؟
..........................................
أبناؤك خلفك قد ساروا.......... يبكون وما أحد يدرى
بأمور تجرى فى صمت......... وخبايا.تكمن فى الصدر
هذا يحسبها أفدنة........... وأخوه يقسم بالمتر
والآخر يحلم فى بيت. .......ويريد السكنى فى البحرى
لا بد وحتما آخذه........ ومحال يسكنه غيرى
الكل يقول قد انفرجت....... قد جاء اليسر من العسر
ورصيد البنك نقسمه.......... ننعم بالمال وبالخير
فتحت أبواب سعادتنا. ........من بعد سنين فى القهر
وأخيرا جاءت فرصتنا. ........قد ذهب الراحل بالفقر
..................................................
فى الأرض وضعت ولحدت....... والدود استبشر بالظفر
وأهيل عليك من الترب. .......للعبرة هل من معتبر
فى اللحد جميعا يتساوى........ ملك وخفير فى القصر
من عاش وضيعا فى الدنيا. .......أوعاش رفيعا فى القدر
الكل يعود لطينته.................. والدود كفيل بالأمر
من خلف الظهر سنتركها........ والمال يقسم للغير
فلماذا نشقى فى الدنيا ........ونكابد ألوان القهر؟
..............................................
يا من شيعت إلى القبر. .......أعجز عن وصفك فى شعرى
لا يحسن وصفا للنار.......... إلا من قبض على الجمر
ما أبدع وصفا للسكر......... أحد كالشارب للخمر
فى بضع سنين قد مرت......... لا تحسب شيئا فى الدهر
ما أصبح أحد يذكركم............ قطعت سيرتك من الذكر
أبناؤك شغلوا بالدنيا .........أخذتهم أمواج البحر
ورفيقة دربك لم تصبر.......... فى بيتك زفت للغير
أموالك غيرك ينفقها......... وتحاسب عنها فى القبر
من أين جمعت وأوعيت......... لا أحد يعلم أويدرى
..................................................
يامن أخلدت إلى الأرض....... وعلمت يقينا بالأمر
دنياك جمعت لآخرة ........أم أنت جمعت إلى الغير
أأخذت الزاد من التقوى........ لتكون رفيقا فى السفر
أم أنت ذهبت بلا ذخر........ وأخذت الزاد من الشر
السابق أنت إلى الله........ واللاحق نحن على الفور
العمر حثيثا نقطعه.......... والأمر كلمح بالبصر
الكل يسير على درب......... وغداينقطع عن السير
فى كل طريق نمشيه.......... ينحدر طريق للقبر
فى القبر نعيم وعذاب......... لا نعرف كيف ولا ندرى
لو كان عذابا مسموعا. ........ما أحد دفن من البشر
بقلمى.د.مختار أحمد هلال ..مصر...يناير ألفين وسبعة عشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق