بسم الله الرحمن الرحيم
"أعلام الموقعين عن ربِّ العالمين"
هذا من الكتب القيمة من مؤلفات ابن القيم الجوزية تلميذ ابن تيمية رحمهم الله،
وهما من العلماء الأفذاذ المشهود لهم بالعلم والصلاح والتقوى،
كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين :-
اختيار الاسم موفق له دلالات عظيمة ولا يحمل العلم إلا العدول من كل جيل،
ومعنى أعلام الموقعين أي الذين يوقعون عن رب العالمين وعن نبيه الأمين في بيان الأحكام الشرعية والفتاوى الدينية ، هذه أعلامٌ بارزة تبين لهم ما ينبغي أن يفعلوه في توقيعهم عن الله ورسوله الكريم عن علم ودراية دون مواراة أو مواربة.
فالعالم الرباني الذي يفتي البشر في أمور الدين لا بد أن يعرض نفسه على الجنة والنار قبل أن يفتي مقابل الدرهم والدينار أو الجاهة والوجاهة؟؟؟؟؟
فالعلم الذي هو بمعنى الراية والدلالة، ليس العلم الذي هو إمام معتبَر، ليس كذلك، هذا ما تعلمناه ودرسناه في فصول العلوم الشرعية الأصلية والفرعية،
فمن يتصدر العلم والتعليم هو الإنسان الحكيم الرزين المنضبط في أحكام الشريعة الغراء روحا ونصا واستقامة وخلقا الذي لا تأخذه في الله لومة لائم فهو يميل مع الحق حيث مال، ولا يحسب لذلك حساب لمنصب أو جاه، أو إنسان مهما كان، مهيب غير هياب من أحد ,,,,,,,
فالعالم الرباني لا يجاري أحد في علمه إلا رضى الله وفق مجريات الكتاب والسنة،،،،،،،،
فإذا كتب أو قال أو أفتى أو وقع مقال فهو يوقع وفق مراد الله فيما علمه الله، وتفقه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،،،،،،،،،،،،،،،
ألا لا يلج هذا الباب متلونا أو منافقا أو منتفعا أو متزلفا ...
وهو يعلم قوله تعالى{وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}}}}}}}}}
فيقال في الدنيا قبل الآخرة هذه فتوى العالم الرباني الموقع أدناه عن الله ورسوله فيما علم من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، قالها صدقا وعدلا؟؟؟؟
وهذه فتوى المتزلف المتخلف فلان بن علان ليس بالعالم ولا هو من العلماء !!!!!
قال الإمام مالك -رحمه الله- "كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر" أي الرسول صلى الله عليه وسلم
فإذا نزلت نازلة من النوازل يطبق عليها شرع الله وحكمه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، رضي من رضي وأبى من أبى من البشر،،،،،،،،،،
قال الله تعالى:-
{{ فَلَا وَرَبّك لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شَجَرَ بَيْنهمْ ***
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسهمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْت***
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }}}}
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:-
"لما كان التبليغ عن الله يعتمد العلمَ بما يبلغ ،
والصدق فيه
لم تصلح مرتبة التبليغ بالرواية والفتيا
إلا لمن اتصف بالعلم والصدق،
فيكون عالماً بما يبلغ صادقاً فيه
ويكون مع ذلك حسن الطريقة
مرضيّ السيرة
عدلاً في أقواله وأفعاله متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله،
وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا يُنكر فضله ولا يُجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السنيات
فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات]]]]]]أعظم درجة وأعلى مقام
الله الله أمر في منتهى الخطورة وليس من السهل أن يقوم به كل من هب ودب أو أرتقى منصبا أو درجة علمية مهما بلغت، فالعلم والصدق مع ما يوافق ذلك من صلاح وتقوى وورع ومخافة الله....
قال البراء رضي الله عنه: "لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر....
ما منهم من أحد إلا وهو يحب أن يكفيه صاحبُه الفتوى"
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : " أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ،
وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ،
إِذَا قُلْتُ فِي الْقُرْآنِ مَا لا أَعْلَمُ ! "
هذا منتهى وأقصى درجات الورع من أهله الذين يقدرونه؟؟؟؟؟؟
وذكر الحافظ ابن عبد البر عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وكان من الفقهاء أنه جاءه رجل فسأله عن شيء،
فقال القاسم: لا أحسنه،
فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك لا أعرف غيرك.
فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي،
والله ما أحسنه (أي: الجواب)،
ثم قال القاسم رحمه الله: والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به }}}}}}}
فلا يغرنك طول اللحى وقصر الثوب ولون العباءة وخفتها...
أنظر التقوى فهي الأجدر والأقوى وأترك عنك الصورة والتَصْوِينة...
فالجرأة في أيامنا هذه ليس لها مثيل على دين الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من الجاهل وبعض المتعلمين، تملقا ونفاقا من أجل أرضى المسؤولين،
وإن أعظم مقام يقومه العلماء في الناس هو التوقيع عن رب العالمين،،،،،،
قيل «إنّ أحدَهم ليفتي في المسألة،
ولو وَرَدَت على عمر بن الخطاب
لَجَمَعَ لها أهلَ بدرٍ }}}}
قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق