بسمة الصباح ... صباح الخير ...
وبقي الرجل ...
كثير من الكتاب تناولوا الرجل وحاولوا أن يلعبوا بأقلامهم ليرسموا صورته بمختلف الأشكال وبالطبع كان الكاتب ينظر إلى نفسه قليلا وإلى أمثاله ليرسم في النهاية صورة الرجل وفق طبيعة الأرض التي يقف عليها ... والحق يقال بأن المرأة في فترة ما كانت هي التي تخرج للعمل لإرضاء خدمة الزوج ثم تبدلت الأيام و جاء الرجل ليمنعها من العمل و ليحكم المجتمع من منظور ذكوري بحت قائم على أسس وهمية قوامها العقل الصائب والأرجح من الأنثى والبعض الآخر وبفعل امتلاكه لمنطق الدين استطاع ان يكون القائد والحكيم والآمر والمتسلط على قيادة الحياة وفق قانون إجتماعي لا يمكن الخروج عنه والتمرد عليه وبالتالي كانت قوام حياته دفة من القيم والأخلاق ومع هذا كله كانت لسطوة الرجل في ذاك الزمن الأثر الأكبر في تمرد المرأة ومطالبتها لحقوقها علما بأن الخالق كان قد حدد حقوقها بشكل تضاهي الرجل ولكن فساد رؤية الرجل لتلك الحقوق جعله يبتعد عن الإنصاف الذي أدى في نهاية الأمر إلى خلع برقع الحياء وارتداء عباءة الرجل بشكل مغلوط فانهارت المرأة بسبب غيرتها على كرامة حقوقها فتحولت المرأة إلى النقيض وإلى الإنهيار في قيمها وأخلاقها بسبب حرية مغلوطة ومساواة وهمية وطبعا هذا لا ينطبق على جميع النساء لأن الأمر نسبي يختلف من بقعة لأخرى ... فالرجل هو الوارث لنصيب مضاعف عن المرأة وهو المنفق وهو الولي الجبري وهو السيد الذي يدخل المحاكم ليدلي بشهادة لا تستطيعها المرأة منفردة ... وهو القادر على الزواج وتعداده وفق شريعة الله ... هو الرجل الذي يملك صوتا منفردا جبارا حادا قاهرا خانقا بسبب سوء إدراك وجهل لمنظومة وقانون الدين الذي ساوى الرجل بالمرأة كل وفق طبيعته ودون ظلم لأي واحد منهما ... ولكن دائرة جهل الأيام وتعنّت الفكر عن رؤية الله جعله يكتب قانونا في الإجحاف فانطلق يرسم لنفسه قوة متسلطة على الدنيا فكان الذكر المتربع على عرش السيادة ... نعم له عرش السيادة وله عرش القوة وله منطق القدرة ولكن وفق معنى الرجولة التي تقوم على العدل ومخافة الله ... فأين الرفق بالقوارير ...؟ وأين مفهوم الجنة من الأم ...؟ وأين واين حتى جاء الزمن ليتخلى فيه عن رجولته وقيمه وينسلخ عن عنفوانه وكرامته التي كانت موجودة في السابق بحكم احتماعي قررته موازين جهل لدور المرأة والآن وبعد أن أدرك زمن التطور والانفتاح والتقدم نجده قد تخلى عن عباءته للمرأة ليصبح في دائرة من التيه والضياع وقد يكون للظرف الإقتصادي دور في هذا المنحى ولكنه بقي الرجل الذي لم يستطع أن يحدد لنفسه المكان الذي خلقه فيه ربه فكان في الماضي رجل سطوة وبالجهل يقود وإن كان الظلم سوطه ولكن كانت هناك حياة ورجال رسمها زمن ما ... بقانون ما ارتضت به المرأة والرجل حتى جاء زمن الكلام والغيرة والفلسفة فضاع الكائن الحي من نفسه وخرج عن طبيعته ظنا بأنه يسابق الريادة في التحرر وأي تحرر والإنفلات هو عنوانه والخراب هو منطلقه حتى رحل رجل السطوة والجهل ... وجاء رجل بلا سطوة وبالجهل أيضا خلع ردائه ليبقى الرجل هو نفسه الرجل في شكل وصورة أخرى ولكنه يبقى الرجل ذاته بكل أخطائه أو إيجابياته ... وهكذا بقي الرجل ينظر إلى دنياه بعيون جاهلة حتى أصبحنا في زمن بلا رجال لا في سلطتهم ولا في فكرهم ... وطبعا فإن كل ما يكتب في الحياة يخضع لقانون النسبية ... صباح الرجل والمرأة ...صباح الخير ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق