رسالة إعتذار
أضأت الشموع
كتبت بعض الكلمات
دونت رسالتي
من قلبي الموجوع
مدادها فيض الدموع
سأعتذر من نفسي
الآن وغدا
اعتذر عن الماضي
والحاضر والآت
وسأخلع جلدي عني
لم يعد هذا الأنا أنا
مبهم انا
غامض انا
لا أعرف نفسي
معقوفة وجه المرآة
تشطرني نصفين
وجه شاحب أصفر
والآخر لا يشبهني
فرت من بين ثناياه البسمات
أعتذر يا أنا
أعتذر من كل الرفاق
من الأصدقاء
والرفيقات
عتقوني في ذاكرة الرؤى
بجميل الذكريات
الحب وهم
والأحلام زيف
الحاضر والمستقبل
مجرد كلمات
أسير بلا أفق
على حد الهاويات
راقدا في إنطفائي
جالسا تحت صفصاف
دراويش الحياة
اعتذر من روحي
اعتذر عن أجمل اللحظات
سأقدم إعتذار للكلمات
للقلم للأوراق للممحاة
اعتذر عن البسمات
والهمسات عن الصدق
والمناجات عن الحنان
عن معسول الكلام
كل شيء أصبح رفات
لا نبض فيه لا حياة
ماذا جرى
كنت أظن طيبتي
ربيعا مزهرا أفنان مثمرات
وروض زاهرات
سقط القناع
وظهرت خريفا شاحبا
ورياح عاتيات
ريشة تذروها هذي الرياح
إلى ما مضى وقد فات
لم تعد بساتيني يانعات
لم أعرف الزيف يوما
للصدق ارفع الرايات
مزقوا جسدي بمديتكم
قطعوا شراييني
ستسيل منها طيبات
أعتذر يا أنا فقد اكتفيت
طعنات تتلوها طعنات
سكاكين تنهش صدري
أنياب غادرات
أعلنت الهزيمة
رفعت بيض الرايات
أجلس وحيدا بليدا
أنتظر الاحتضارات
ظننتك يا خليل الروح تؤوب
فالله غافر للذنوب
تصلب منك الشريان
تمنعت أقدام قلبك عمدا
ولم تمشي الدروب الغافرات
أسأل لما كل هذي القسوة
ألسنا بشرا .....نعم نحن بشر
ولكن في زمن الأحلام
في زمن الأمنيات
نسير إلى حتفنا
مع الركب كأننا أموات
حقا هل نحن أموات
هرمت قبل أواني
غزا الأبيض ألواني
كسى الشيب وجداني
أصفر لون سنيني
أيامي حانيات
قهر يقتات على ضلعي
ألم يشتر نهي وأمري
ابتلع مر الغصات
الأسى يشكو الأسى
غدران تئن على المدى
جف رضاب الساقيات
أين الشذى ..أين الندى
أين الهنا ...أين أنا
أبكي على نفسي
أ أندب حظي ونحسي
أضمخ بالأسى سعدي وتعسي
حالي يرثو لحالي
على أيام خوالي
ام على سنين قاصرات
اعتذر يا أنا
سألملم روحي المبعثرة
سأجمع هذا الشتات
أنثرها تحملها الريح
فتات وذرات
سأمرغ بالحقيقة
أنف دواويني
حتى إذا ما جن الليل
تؤرقنا الذكرى فترثيني
أخضب وجهها الشاحب
بالقاني أبهى تلاويني
وأركن على متكأ
في رصيف المدى
أجلس على مقعد الانتظارات
أعود وأقيم لها أعياد الشعاعين
نيروزها ربما يعود مخضوضلا
تزهو به الزهرات
وأعتذر من الكلمات
أعتذر يا أنا
عن الماضي والحاضر
اعتذر عن الآت
بقلم علام زاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق