روائع الشعراء
حسان بن ثابت (رضي الله عنه)
حسانُ بن ثابت شاعر النبي
صلّ اللّه تعالى عليه وسلم..
والمناضل عنه وله قال :
اهج مشركي قريش ومعك روحُ
القدس واللَهِ إنَ كلامَك لأشدُّ عليهم
من وقعِ السهام في غَلَس الظلامِ .
ومن غُرر شِعره قصيدته التي يقول
فيها :
إِذَا مَا الأشْرِباتُ ذُكِرْنَ يوماً
فهُن لِطيّبَ الرَّاحِ الفِداءَ
وَنَشْرَبُهَا فتتركُنَا مُلُوكاً
وَأُسْداً ما يُنَهْنِهُنَا اللِّقَاءُ
ولما أنشدها رسول الله
صلّ الله تعالى عليه وسلّم
وانتهى إلى قوله :
هَجَوْتَ مُحمداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ
وَعِنْدَ اللَهِ فِي ذاكَ الجَزَاءُ
قال النبي
صل الله تعالى عليه وسلم :
جزاؤك على اللّه الجنة ..
فلما انتهى إلى قوله :
فَإنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقَاءُ
قال عليه السلام :
وقَاكَ الله هَوْلَ المطلع .
فلما انتهى إلى قوله :
أَتهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِنَدٍّ
فَشَرُكُما لِخَيْرِكُمَا الوِقَاءُ
قال من حضر :
هذا واللَهِ أنصفُ بيت قالته العرب .
وكان في الجاهلية مداحاً لبني
جَفْنة ملوك غسان .
ويقال :
إن من غرر شعره قوله فيهم :
أَوْلادُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِم
قَبْرِ ابْنِ مَارِيَةَ الكَرِيم المُفْضِلِ
بِيضُ الوُجُوهِ نَقِيَّةٌ أَحْسَابُهُمَ
شُمُّ الأُنُوفِ مِنَ الطَرَازِ الأَوَّلِ
يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلاَبُهُم
لاَيَسْألونَ عَنِ السَّوَادِ المُقْبِلِ
ومن أمثاله السائرة قوله :
رُبَّ حِلم أضاعَه عدمُ المالِ
وجَهلٍ غطى عليه الثراءُ
ومنها :
مَا أُبالِي آَنبَّ بِالحَزْنِ تَيْسٌ
أَمْ لَحَانِي بِظَهْرِ غَيْبٍ لَئِيمُ
وواسطة القلادة قولهُ :
وَإنَ امْرَءاً يُمْسِي وَيُصْبِحُ سَالِماً
مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَا جَنَى لَسَعِيدُ
فأجازه ابنه عبد الرحمن يقول :
وإِنَ امْرءاً نَالَ الغِنَى ثُم لَمْ يَنَلْ
صَدِيقاً وَلاَ ذا حَاجَةٍ لزَهِيدُ
ثم أجازهما أبو الحَسَن الحَسَني :
وإِن امْرءاً عَادىَ أناساً عَلَى الغِنَى
وَلَمْ يَسْأَلِ اللَهَ الغِنَى لَحَسُودُ
ثم أجازهما سعيد بن عبد الرحمن
يقول :
وإن امرءاً قد عاشَ سبعين حجةً
ولم يُرضِ فيها ربَّه لطريدُ
...
أرجو لكم الفائدة والمتعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق