والْإحْسَاسُ قد رُجِمَا
حَسْبيَ الزَّمانُ.. ألا يُعْطِي إذا انفَطَمَا
بَعْضَ المَحاسِنِ حتَّى نَبْلُغَ القِمَمَا
مَا ذَُقتُ طَعْمَ التَّفَانِي مِنْ مَشَاعِرهِ
حتَّى غَدَوتُ لَدَى الأَهْوَالِ مُرْتَسَمَا
تَمْضِي الحَيَاةُ وأمَضِي في بَرَاثِنِها
فالصَّحَبُ فيها يُعَانِي ظِلَّهُ أَلَمَا
في كُلِّ مُعتَركٍ أحْلَامُنَا عَبَقٌ
تَجْرِي.. وَتَرْصُدُ آمَالاً جَنَتْ سَقَمَا
غَاصَتْ بِجَوْفِ المَدى.. أَحْزانُها فَرَحٌ
تَبْكِي.. وتَضْحَكُ مِمَّنْ جَاءَهَا هَرِمَا
يا حَبَّذا أمَلَاً.. عَادَتْ بَصَائِرُه
يُذْكِي النُّهى وغدي في حُبِّه انهَدمَا
يَحْيَا الفُؤادُ... إذا لَاكَتْهُ ألسِنَةٌ
شَهْدٌ مِنَ المُرِّ يَسْقِي الرُّوحَ مُبْتَسِمَا
مَنْ يَحْصُدُ الخَيْرَ... لو ضَاعَتْ مَعَالِمُه
فالشَّرُّ عِندَ شِرارِ الخَيْرِ مُحْتَدِمَا
فَارْبُطْ لِسَانَكَ لا تَجْهَر بِفاحِشَةٍ
أوْدَتْ بِصَاحِبَها داراً بِها انْعَدَمَا
فَالْقَولُ قَوْلُكَ والأَخْلَاقُ مَكْرُمَةٌ
فانْطُقْ بِكُلِّ جَمِيلٍ كَيْ تَرَى الحِكَمَا
وَلا ٍتُجَالِسَ أفواهاً بِغَيرِ رُؤى
وَلَا تُعَاتِبَ مَنْ لِلْحَقِّ مُنهَزِمَا
زنِ الْكَلَامَ بِمِيزَانٍ غَوَى ذَهَباً
كَيْ تَجْذُبَ القَلبَ وَالأَنْفَاسَ وَالْهِمَمَا
فَالنَّاسُ قَدْ خَلَعَتْ ثَوبَ الْحَيَا عَلَنَاً
صَارَ الفَسَادُ لَدَى الأضْوَاءِ مُلْتَهِمَا
كُلٌّ يُغَنِّي على ألْوَانِ شَاكِلَةٍ
يَهْذِي بِمَنْ جَعَلَ النِّيِرَانَ مُخْتَتَمَا
كُنْ في الْوُجُودِ مَنَاراً عِندَ مُعضِلَةٍ.
فالصَّبرُ مَفخَرَةٌ بَينَ الْوَرَى قَسَمَا
وَلَا تَرُدَّ وَباءَ القُبْحِ فيمَ رَمَى
فالْحُلمُ عِندَ رَحَى الْأَقْوَالِ معُتَصِمَا
وَاحْفَظْ لِأهْلِكَ عِلْمَاً أنتَ تَعلَمُه
حتَّى تَكُونَ لَدَى الأسْرارِ مُحْتَرَمَا
وَلَا تَسُبَّ عِبَادَ اللَّهِ بَهوَرَةً
تَلْقَى العِقَابَ وَلَا تَلْقَاهُ مُنْصَرِمَا
كَيْفَ المَظالِمُ قد رُدَّتْ مَظالِمُها
في كُلِّ ثانِيَةٍ... آلافُها.. كُتِمَا
كُلُّ الخَفَاءِ مُبَاحٌ في مَنَارَتِنا
هَلْ يَسْتَوي العَدْلُ والظُّلمُ الذي بَصَمَا
حتَّى الحَلَالُ حَرَامٌ في ضَمَائرِنا
قد أصْبَحَ الدِّينُ في الأرْوَاحِ مُحْتَشِمَا
نَارٌ... وَ ثَلْجٌ.. وَ أوْجَاعٌ مُضاعَفَةٌ
تَغْزُو شِغَافَ حَيَاةٍ تَعرِفُ الشِّمَمَا
فَالخَلْقُ وَاحِدُ لَا تَفْريقَ بَينَهُما
كُلٌّ يُحَاسَبُ بِالْأَعْمَالِ لَوْ قَدُمَا
فَارْجِعْ لِغَافِر ذَنبٍ عِندَ مَسْألةٍ
واحْرِصْ عَلَى الخَلْقِ كَيْ لَا تَسْكُنَ النَّدَمَا
هَلاَّ يَعُودُ زَمَانٌ كُنَّ فيهِ لظاً
أكَّالُ للمَوتِ.. والخَوَّافُ قد هُزِمَا
هَرْجٌ.. وَ مَرْجٌ.. غَزَا دُنْيَايَ دُونَ رِضَاً
حتَّى نَعيشَ ظَلَامَاً يَقْتُلُ العَدَمَا
حُزْنٌ يَدُومُ وَلَا الدَّمْعَاتُ في سُحُبٍ
مَنْ يَبْعَثُ الزَّرْعَ.. لَوْلَا مَاؤهُ انقَسَمَا
تَهْوِي الجِبَالُ عَلَى الْأرْضِ الَتِي رَجَفَتْ
لَا شَيءَ يَبْقى.. رَمَاداً فَوقَها ارتَدَما
هذي الوِهَادُ أتَغدو عِندها قِمَماً
كأنَّها قَمَرٌ. . مَنْ ذا يَرَى الوَهَمَا
مَوَاعِظٌ سَطَعَتْ مِنْ كُلِّ ذاكِرَةٍ
تُهْدِي الْخَلَائقَ... وَ اْلإحْسَاسُ قد رُجِمَا
شعر.... محمد عيَّاد الملوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق