همسات ☆☆☆بقلم محمد خالد

همسات من سجال ''3 ''

******************

الأم

هي الكريمة والحبيبة 

فيضها خصب

يسقي أفواه مفتوحة

 لا ينضب ..

دوما تراقب ما يدور

حواليها

 ولا تتعب ...

*****

ترعى ما تسهر عليه

ولا تكد ..

عهد على نفسها 

وما غدرت به

حتى وثق الوفاء 

بنبلها ويشهد ..

*****

لما تطوف حولك

أريجها بلسم 

والعبق يفوح ..

وما من كائن أزكى من طيب

الأم ..

فهي الطهر والطهارة 

والنقاء يلوح ...

*****

زرعت شتائل في منابتها

ولا يثني معيق رعايتها

تسقيها 

وتسمدها 

وكلنا الشتائل

نربو ...

ننسم من رحيقها ..

ونرمق من إحليلها .. 

ومن صدرها الحنون

نسمو ...

*****

من زيتها أضاءت قناديل

واحترقت أناملها 

لما كانت فتائل ...

ومن ثوبها 

نسجت نجوما وعقولا..

وحلبت كوثرا وخصائل ..

وبأظافرها نبشت تربة ..

وغرست أفنانا وفسائل...

التزمت بعرقها

حتى غدت جنانا وأثمرت غلالا...

وقادت قوافل وأجيالا..

حتى بلغ الركب أقصاه

وحد المد مداه...

*****

برموشها ترعاك .. 

وتتحسس ما طاب فيك نعومة ..

وتتفقد كل جزء منك ..

وتصونك وأنت الداء

 وهي الدواء

*****

تحسبك دوما أميرها 

ولا أحد يضاهيك ..

أنت في عينيها نجم زها .. 

وأنت اللامع في سمائها

ولا عشق من بعدك لها..

*****

لما تنظر في عينيها 

يسحرك تاج مقامها

فتخر ساجدا

لتقبل أقدامها

وتكون قد تطهرت حينها ...

*****

هي الصامدة والأبية 

كنجمة تضيء كفاف السما ..

ورضاها من النور

زكّاه الله بكفوف من رضاها..

ورضاها فيه رضاه...

*****

لما تنظر في عينيك 

تعرف أحوالك 

وبكلمة بلسم تداويك

وكيف لا ؟.. 

وهي التي من صفحتها ولدت...

*****

تظل في عينيها صغيرا أمدًا..

وأنت الراشد ..

فصِلْ معها رحمًا

والملائكة تشهد ..

قد تندمُ بعقٍّ 

وما تقول لمَّا تكون الكفوفُ                            

 مبسوطةً غدًا؟ ... 

******

محمد خالد / المغرب