المرأة ..
.
.
ذلك المخلوق العجيب .. الرائع
لها قلبُُ مليئ بالكنوز الثمينة ، والنادرة .. عميقةُُ كالبحر ..
كلما غُصْـتَ فيها ، إكتشَفْـت ثروةً من اللآلئ .. والمرجان ..
.. وإذا غُـصْـتَ أكثر فأكثر .. تحضى بلقاء حوريّـة البحر ، والمتوَّجة على عرش
.. الجمال .. والفتنّـة ، والرقَّـة
إنّـها سِحْـر .. يعجزُ معه العرَّافين ، وتخجل بين يديه قارئات الفنجان ،
.. ويفشلُ أمامهُ .. ضاربي الوداع ..
.. لذا توَّجُوه إلاهً للسحر ، واعتبروه قبلةً للفتنة
المرأة .. وِعاءُُ عميقُُ يفيضُ بالوِّد ، فلا يفرغُ و لا ينكَـسِر ..
.. ويظـلُ يسبقك .. ويتربَّع على مائِـدتك ، كزادٍ لا غِـنى لكَ عنْه
المرأة .. نسيجُ الفجر إن تبسَّـم .. وغفوة الأصيل ، ولحنُ الأهداب والمُقَل
المرأة .. شمسُُ ذهبيةُ اللون ، تُشرِقُ في أفياء الكون ، فترضعهُ دفئـاً ،
.. وتكسوهُ نوراً وضياء
المرأة .. فَرَاش ملوَّن .. كلّ فَـرَاشةٍ لها لونها الخاص .. ورونقها المُمـيَّـز
فإن كانت من المُسَـبِّحات بحمدِهِ الذاكرات .. مـيَّـزها المولى عزّ وجل ..
.. بألوان ناصعة .. صافية .. بالغة السحر والجمال ..
.. وذلك على مدى تأمُّـلاتها .. وتعبُّداتها .. فتحضى برحيقٍ أبدي .. لا يشبِهُ رحيق الحياة الدنيا ..
.. فما يُميِّزُهُ ، أنهُ رحيقُُ لايُذهب العقل ، بل يَـسْـبي الروح ، لتظل مُحلِّقة في
.. سماء الإبداع .. والفن الفريد
إنها عزفُُ ، عذبُُ كعذوبة قطرات الندى .. وبريقهُ
.. إنها واااحةُُ نظِره .. شاسعة .. بمدى خيال العذارى ،
.. رحِبَةُُ بحجم تطلعات الفُرسان ، وأحلام النُّبلاء
.. تملِكُ لغة الطبيعة الجميلة ، وهمسات الأزهار ، وضحكات الرياحين ،
.. ورائحة ممالك العسل الصافي ، المُختلِف ألوانُه
المرأة .. يعودُ أصلها ، ومنبتها لفصل الربيع ..
ففي رحمهِ نَـمَتْ .. ومن صُلبِهِ جائت
.. إنها لغة الكون الموحَّـدة .. وموسيقاه
إنها هِبةُ الله لبني جنسها .. بسمة ، لا يملّها إنسان
.. وعبرَةُُ .. فيها شفاء لكلّ الآلام والأحزان
هي النشيد لمملكة الوجدان
هي الشعار الأبدي ، لكلّ باحث ، عن منابع السعادة .. وكلّ منَقِبٍ ، في معاني البذل والعطاء
إنها جوهر الشعائر السماوية .. بقداستها
روح التوحيد ، إن شمَخَـتْ بفكرها ، وبذلَتْ .. وتسامت بعطائها ،
.. وتجلَّـتْ .. وارتقَتْ بِخُلقها .. فتعفَّـفَت .. فسمَتْ أمةُُ بسموِّهـا
إنها مدرسة .. وارِفة الثمار ..
.. كريمة البذل .. جميلة العطايا ..
فهنيئاً .. لكلّ من أدركَ سرّها .. وغاص في أعماقها ..
.. وأتقَنَ قرائتها ، واستوعَبَ قدرها ..
وهنيئاً لمن ، تذوَّق دفئها .. واستظلّ تحت سمائها .. وسكن
المرأة ..
نجمة لكلّ كوكب .. ومنهنّ من بلغْنَّ المجد ..
..... وأقمنّ في رحاب الثريَّـا
"""""""""""""""""""
أ/ أفراح حامد القدسي .. اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق