- بسمة الصباح ... صباح الخير ...
- قنابل موقوتة ... قد يسأل احدنا لما ذا كل هذا الخراب في دنيا جاءت لنفوسنا بالخير والسعادة ...؟ ما الذي جرى في عالم كان آمنا كصفاء السماء في ليلة البدر ...؟ أهو قدر غضب أو ابتلاء من رب العباد لعبيده أم ماذا ...؟ ولكن الله لا يحب الشر أو يصنعه وإن كان ابتلاء فهذا يعني اختبارٌ لبشر ارتقوا بالصلاح في دنياهم وهم ابعد من ذلك بكثير .... إذا فالأمر متعلق بغضب وقدر كتب على ذاتنا الشريرة التي زرعت قنابلاً موقوتة في طريفها حتى انفجرت وانتشرت شظاياها في كل مكان فأصابت الخير لترفعه من دروب الشر ولتبقى شعلتها تعلو وتعلو دون أن يحرك أحد ساكن لنزع فتيل تلك القنابل التي تفوق قوتها القنابل الذرية وهنا لابد من التنويه على إن الشعوب العربية تمتلك تلك القنابل وتشحذ قوتها بشكل دائم .... كيف لا وهم من الشعوب التي انحدرت من سلم المجد إلى الحضيض رغبة في الإستسهال ورغبة في المنفعة الخاصة وحبا بالفلس وعشقا في التقليد لظواهر براقة صنعت خصيصا للشعوب العربية فركبها وفاخربها وجعلها نشيدا وطنيا يسعى إليها قبل الطعام ... نعم فالشعب العربي شعب لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم وإن فهم فلا يعمل ... كل هذه قنابل موقوتة أدت بالفكر إلى الانحلال والفساد وهذا أدى إلى الخراب ولو فتحنا أحدى النوافذ العربية لوجدنا عددا من الظواهر الاجتماعية التي تنمو في كل لحظة وثانية حتى تصبح قنابلا" موقوتة قابلة للإنفجار في لحظة الصفر ... وقد يصرخ احدكم قائلا أين هي تلك القنابل ...؟ فأجيب وأقول هيا معي قليلا إلى المحلات لترى أي حوار يدور بين البائع والمشتري ولا تنسى حين اغادرك أن تدخل إلى أحد المقاهي لتسمع ثرثرة فوق الطاولة ومن ثم اغضض بصرك إلى الأرض لترى جملة من القذارة تمشي بين الأقدام وإذا رغبت بالتمعن أكثر انظر إلى عصا أرجيلة تقبض على شفتي فتاة لم يصل عمرها إلى أكثر من عقد ونصف وهي تنثر من جلستها دخان أبيض وجهازها المحمول يحاكي بالرقة ما ترغبه هوى الروح ... وقبل أن تغادر المكان حاول أن تنظر إلى عامل المقهى كيف ينتظر بقشيشا بفم فاق السيف قوة في القتل وانظر أيضا إلى شابة تعتمر الحجاب خوفا من الله وتختال بقميص رقراق أو بنطال مستورد فيه أجمل القصات .... ولا تنسى أيضا أن تنظر إلى وجهها لترى كمية من مواد التجميل تكفي لإعالة عائلة فقيرة فهي ابنة القرن الجديد ابنة بارة لخالقها وبارة لحضارة غربها ... فكر منافق يتلاعب يرقص يغني في كل الجهات وعلى كل النغمات ... لم تستطع أن تختار لنفسها اسم واضح بل كانت اسم لكل النغمات ظنا منها بأنها حققت التوازن ... وحين ترغب بالعودة إلى منزلك اصعد قليلا" إلى احدى المؤسسات الحكومية لترى الاستهتار والتردي والرشوة وانحطاط آداب التعامل مع كبار السن ومع الفقراء فنظرك سيشقى من صور تأبى ألة التصوير أن تلتقطها كما يأبى انفك روائح الطعام المنتشرة في ارجاء الغرفة فالموظف من حقه أن يتناول طعامه ومن واجب المواطن أن ينتظر فالحرام كل الحرام ان تمنع شخصا عن طعامه .... والحرام الأكبر أن ترفع صوتك او بصرك امامه فهو القهار استغفر الله منه ومن عبيد ارتضوا لأنفسهم الذل ... قنابل عديدة في كل مكان نجدها في الذات والمنزل وفي كل زاوية من زوايا النفس وتسألون أين هي القنابل ولماذا نزل الخراب ... (ويسألونك عن النبأ العظيم) ... (وفي انفسكم افلا تبصرون) ... صدق الله العظيم ... صباح الخير
شاعر
الاثنين، 20 نوفمبر 2017
الرائع المتميز / حسين النايف عبيدات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق