الجمعة، 8 ديسمبر 2017

من غير ألم بقلم الشاعر إبراهيم العمر


  • من غير ألم
  • بقلم الشاعر إبراهيم العمر
  • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • كنت واثقا, من البداية,
  • بأنك لست إنسانة عادية.
  • كنت واثقا بأنك شاعرة,
  • مرهفة المشاعر,
  • صادقة الأحاسيس.
  • كنت واثقا بأنك منجم ماس,
  • فأنا لا أتجنن وأغوص للأعماق
  • إلاّ من أجل حبات اللؤلؤ
  • والياقوت والمرجان.
  • أنا هكذا بطبعي, متطرف,
  • لا أرضى بجرعة عادية من الحنان ..
  • ولا أرضى بالحب المألوف,
  • ولا أرضى بالكلمات والمشاعر السطحية.
  • أنا لا يجرجرني الى العشق حتى الجنون
  • حبا عاديا,
  • ولا قلبا عاديا,
  • ولا روحا عادية,
  • ولا جسدا عاديا,
  • ولا أحاسيس عادية.
  • أنت طريقي
  • وانت كل مواعيدي وعناويني وصفحاتي ورواياتي,
  • أنت نهاية المشوار,
  • ونهاية الدرب,
  • أنت المعاني الكبيرة لكل الأسرار
  • والأحاجي والحروف والكلمات,
  • قبلك كان هناك حروف
  • وكان هناك كلمات
  • وكان هناك قصصا وحكايات؛
  • ولكن لم يكن هناك معان ولا مشاعر ولا أحاسيس,
  • أنت الدفء والحرارة
  • والحياة التي تجري في أوردتي وشراييني.
  • أصبحت أحب وأعشق كل ذرة في جسدي,
  • وفي كياني ووجودي.
  • أصبحت أتشبث بكل نفس
  • وبكل شهقة
  • وبكل اختلاجة
  • وبكل شذا
  • وبكل صدى
  • وبكل همسة
  • وبكل نسمة
  • وبكل يوم
  • وبكل دقيقة
  • وبكل لحظة,
  • فجأة أصبح لكل شيء قيمة ومعنا ورمزا ؛
  • لأن كل شيء أصبح مشبعا بشيء من لهثات روحك,
  • أيتها المجنونة, بت أخاف إذا سألوني عن إسمي
  • أن أنطق بحروف اسمك.
  • بت أرى كل ما في الدنيا جميلا,
  • وبت أرى طيفك في كل شيء جميل,
  • بت أسمع همسك في كل الحروف,
  • وأشعر بحرارة مشاعرك وعواطفك
  • كلما لامست جسدي برودة المساء
  • وقرصة الليل
  • وصقيع الصباح,
  • وكلما اختلجت ضلوعي
  • وكلما أضناني البعد والهجر.
  • بت أشعر بلمسة أناملك
  • تتسكع على كافة مساحات بشرتي,
  • وتحملني الى آفاق لم أعهدها من قبل
  • من السحر والروعة والإفتتان,
  • أغرق في غيبوبة طويلة,
  • غيبوبة جميلة حالمة,
  • من غير ألم,
  • من غير وجع,
  • من غير حرقة ومرارة.
  • ــــــــــــــــــــــ
  • إبراهيم العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق