بسمة الصباح ... صباح الخير ...الإنسان والطبيعة ... إن التقاليد وحواجز الماضي التي تسجن الحاضر وتحيق به علينا أن نتجاوزها كي نصل إلى المستقبل ... لأن الطبيعة لا ترضى بالجمود في المعرفة ... ولا ترضى الخمول والسكون ... حتى إنه يخيل لنا بأنها ترفض نظامها القائم ولا تحب إلا من يأتي ويقلب جمودها إلى عمل وحركة وغوص في العمق فالوقوف على الشاطئ هو كالترنح بين السماء والأرض لا يحقق هدفا ولا يؤدي إلى الرغبة في شيء ... وقد أوجدت الطبيعة رجالا" تجر قواهم شواطئ النفس إلى المعرفة كالفاتحين الأبطال لكل مجهول يدور في فلكهم وكالشهداء الذين يرتقون بالمبدأ هدفا للتضحية بالنفس شعلة لخلود الغير فهؤلاء الرجال العظام وغيرهم ممن دفعتهم النفس إلى السفر لشواطئ ومناطق جديدة سواء كانت في تربة القلب أو العاطفة أو ماشابه ذلك ... ولولا حركة النفس والجسد والفكر لبقيت الإنسانية رهينة سجنها ولكان تطورها ضئيلا" ولولاء هؤلاء الأشخاص الإنسانيون الذي بواسطتهم تستبق الإنسانية نفسها نوعا ما ... ولولا الحالمين -... بالغد ولولا ثورة النفس وسفرها لبقيت الإنسانية تجهل معنى ذاتها العميق ... بالمرآة ترى وجه العالم وبالإرادة تقتحم عمق العالم ... ليس الجغرافيون والعلماء هم الذين بدلوا وجه الطبيعة ورسموا حدودها واكتشفوا مجاهل دروبها بل هناك الشاعر والطبيب والمدرس والعامل ... فكل إنسان لا يعرف للحدود مكانا ولا للمناطق قياسا هو واحد ممن ساهم في رسم وجه العالم بأي طريقة كانت سواء بالكلمة أو بالريشة أو بالفكر أو بقطعة سلاح تحمي البقعة من الغدر-... فالطبيعة ملك فكر خلقت لسعادة البشر وأي بشر وقفوا وراء حاجز كان التخلف قطار حياتهم فتلفظهم الطبيعة في واد سحيق من العتمة ... فهي تركن للمعرفة بأشخاصها وترفض نظاما قام على جمود وقيود وحواجز ... وخير دليل موت الخلافة العثمانية وتكالب القوى الإستعمارية وإنطلاقها من جديد على يد الجبار مصطفى كمال اتاتورك الذي قلب الطبيعة التركية إلى الحياة وشد من أزر اللغة التركية إلى الوجود وكذلك ديستوفسكي في روسيا فقد استطاع أن يغير من معالم وخطوط النفس البشرية الشيء الكثير بفضل رواياته الهادفة ... ولا أنسى علاقة الاستاذ بالتلميذ بين فلاسفة الغرب افلاطون وارسطوا وكيف تغيرت معالم النظريات على يد التلميذ وحين سئل كيف تخالف أراء معلمك فقال أحب أستاذي ولكني أحب الحق أكثر ... ولابد هنا من استحضار صورة اليابان والقنبلة الذرية على هيروشيما وحركة وجهد الإنسان الياباني في الغوص والعمل لتجاوز كل آثار الماضي فتحولت الطبيعة بأيديهم وبفكرهم إلى عالم آخر بنظام جديد يواكب عصر الإنسان وأمثلة كثيرة وكثيرة فلنتعلم كيف نغير وجه الطبيعة ... صباح الإنسان ... صباح الخير ...
شاعر
الأربعاء، 10 يناير 2018
الإنسان والطبيعة ...الاديب حسين النايف عبيدات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق