ضَجِيجُ الْخَشَبِ
صَمْتُكُمْ أَعْنَفُ حَرْبٍ يَا عَرَبْ
نَحْنُ لَنْ نُزْعِجَكُمْ
كُفُّوْا عَنِ الْأَقْصَى ضَجِيجَ الْخَشَبْ
صَمْتُكُمْ أَقْسَى عَلَيْنَا مِنْ صُدَاعٍ
يَدْفِنُ الْآهَاتِ فِي جَوْفِ الْحَطَبْ
نَحْنُ شَعْبٌ
قَدْ ألِفْنَا بَيْتَنَا مِنْ دُونِكُمْ
مَهْمَا خَرِبْ
فِي دُرُوبِ الْمَوْتِ نَحْيَا
نَقْطِفُ الرِّيحَ
وَ نَسْقِيهَا بِأيْدِينَا الْغَضَبْ
نَظْفِرُ الْعَوْسَجَ وَ الشَّوْكَ
بِجَمْرٍ وَ لَهَبْ
نَحْنُ شَعْبٌ
قَدْ ألِفْنَا حُزْنَنَا يَنْبُتُ فِي أَحْدَاقِنَا
مِثْلَ الشَّجَرْ
مِنْ زَمَانٍ يَبُسَتْ أغْصَانُهُ
بَيْنَ دُمُوعٍ مِنْ حَجَرْ
قَدْ ألِفْنَا مَوْتَنَا مِثْلَ الْعَصَافِيرِ
إذا صَبّتْ عَلَيْنَا طَلَقَاتٌ كَالْمَطَرْ...
أنْتِ أرْضِي يَا فَلَسْطِينُ
وَ أنْتِ الْمَنْبِتُ الْحُرُّ وَ أحْلَامُ الْقَمَرْ
أنْتِ يَا قُدْسُ هِيَ الْأصْلُ وَ الْعَرْشُ
عَلَى طُولِ الزَّمَنْ
حُبُّكَ الْجَامِحُ يَا أقْصَى
تَرَبَّى بَيْنَنَا طِفْلًا شَقِيًّا فِي الْمِحَنْ
شَبَّ فْي هَامَاتِنَا حَتَّى
وَ لَوْ شَاخَ بِأعْتَابِكَ تَارِيخُ الْوَطَنْ
وَ سَيَبْقَى صَامِدًا
أقْوَى مِنَ الْخَوْفِ .. مِنَ الصّمْتِ
وَ لَا يَخْشَى الْمِحَنْ
الرقاص عبد الفتاح
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق