حَبَّاتٌ من دُمُوْعِ القمر
..................
أنا
قمرٌ في جبين المساءِ ..
و لم أكتملْ
و كنتُ التقيتُ بجيشٍ ( لأبرهةٍ )
في ( قُبيسٍ ) وراء الجبلْ
لماذا أخاف الغيومَ،
لماذا أخاف جنودًا
و قوّادُ تلك الجنودِ ثملْ ؟!
فللبيتِ - حتمًا - إلهٌ
يبدِّدُ غيمَ الحتوفِ؛
فردُّوا عليَّ الإبلْ
إلامَ ( قريشٌ ) تروّج بين القبائل...
أن النخيل ( العكاظيَّ )
يخشى القتالَ،
و تُغْرى الحجيجَ بمجدٍ لأجل ( هُبلْ )
إلام تطوف بأوثانها
تشعلُ حربًا،
تؤلّبُ كلَّ المشايخ...
تطلبُ ثأرَ العروبةِ ؛
من أجل نقْل ( الحجرْ )
و تدعو الموالي
و ساداتِ كل البطون،
و تعلنُ أن ( تميمَ )
أحقَّ بكسوة بيتِ الله الحرام وليست ( مُضرْ )
فغارُ ( حرائي ) أفاض علينا
يعلّم أسحارنا ما لها ،
يرتضي بالقدرْ
و عادت تذيعُ حكايا الطواغيت ترهبنا ثانيةً
للتقرب زلفى
لنحرِ شغاف الأراجيز؛
لو جاء فيلقنا المُنْتظرْ
لتضرب أزلامها للتخاذل
حتى تقايض حرمة أرضٍ بأصغر كبشٍ
و ترهن نصراً بخوفٍ هنا يستعرْ
أيدفن حّياً بجوف الرمال صهيلٌ ؟!
أيدفن حّياً قريض البداوة ؛
كيما تموت حروف اللحون بجوف السحرْ ؟!
أبابيلُ طيرٍ تحلق فوق رؤوس الغزاة ،
تطارد من للحمي قد غزا أو عبرْ
أنعقر خيلاً تخضب بالنور يوماً
و نترك طاغيةً في البلاد يمرُّ
و نختبئ اليوم بين أعالي سفوح القممْ
فإن عظام الفراسة لم تلتئمْ
فما للدياجي فحولة وادٍ ( كعبقرَ ) ملَّ الخُطبْ
بقرب الطواف انتحبْ
أنبدأ خلق تماثيل عجزٍ
تقدّس فينا التناحر
حين يجفُّ المطرْ
فأي النزال ترى ينفجر
أنبدأ عُرس النياشين بالسيف نرقص ؛
حتى يجيء دوار التعبْ
لماذا تفرُّ خيول العرب ؟!
فكلَّ الفوارس تنتظر اللهو ..
في حلقات السمرْ
و دار ( سقيفتنا ) لم تعدْ في الجوار
تفضُّ النزال / الخطر !!
أنتبعُ قصَّاصَ ذاك الأثرْ
فما غيرهن الملائك يسْقين ركْبَ ( الحُسين ) ..
بجوف الفلاه
و قافلة السَّبْي حين تسير
سنخفي نساء ( بني هاشمَ )
ماذا نقول ولم يخبر الحيُّ باقي الرواة ؟!
أنبش القبور سينسى و قتل الصحابة أغرى الجناه !
أفي لعنة الرق سبيٌ عتيقٌ ؟!
فأشراف ( يعرب ) ترهن ما للفصاحة ..
كل الوجوه أمام مرايا الزمان تشيخ
فما للتجاعيد غير العبرْ
فإني أراني حبيسًا بـ فُلْكي
و لستُ القمرْ
فـكهَّانُ ( يعربَ ) قد غرها لبس تاج الزعامة،
والإقتتال علي العُشْب في الُمْنحدرْ
و أطلالنا في السهولِ عليها النحيب انسدلْ
و نرغم كل الفوارس
أن تستريح و أن تعتزلْ
ورثنا احتراف الحروب الخنادقْ
حملنا على ظهر تلك الرياح نبوءات هدي الخلائقْ
فكيف نساوم وحْيًا بـ شبْهِ الجزيرة ...
يوم نزلْ ؟!
فـ يا ويح حلمٍ مسافر في تيهنا الجاهليِّ
ويا جرحنا المستباح
فكم نام جرحٌ بأضلاع عتقي ؟!
فأيُّ الجراح ترى يندملْ ؟!
هنا مرفأي كم يحن إليّ
فأمعنتُ في الأرض سهوًا
وجدتُ عباءةَ بدْرٍ ،
ويجثو بغورٍ سحيقٍ
و تبكي عليه النيازكُ ،
ينزف حتى زُحلْ
أنا
مِتُّ لما رأيت انتحاب التخوم ‘
و حين التقيت بـ رجْع الصراخ؛
وجدناه صاغ إلينا اقتتال المذاهبِ ..
حتى انتحرْ
و يمسك سيفَ العروبة في كفِّهِ
قد وجدناهُ حين انكسرْ
أَمَا عاد فينا شريفٌ
يجوب بـ (عبْقر) يفجؤنا بالبطولات يومًا ،
أَمَا عاد ظهْرُ الفحولةِ يُنجب فينا بطلْ ؟!
فكيف الأشاوسُ ترهن عشب البلاد
و تفرض ثانية سطوةً للمكوس
تكبِّلُ ضوئي الوَجِلْ ؟!
أنستغفر الله حين التهجُّدُ‘
ثم نعاود سفك الدماءِ
بأشهرنا الحُرُمْ
نحكِّمُ فينا رويبضةً قد هًرِمْ
أنا
قمرٌ في السماء أطوف؛
إذا الصحوُ يومًا أفلْ
أُعرِّجُ ليلاً لـ (قُدْسي )
و أزهو إذا ما الصمودُ ابتهلْ
فلا تسألوني إذا الفيضُ عني توارى
و خسفُ هلالي ينوح
و لم أكتملْ
...........
شعر: عبد الناصر الجوهري
من ديوان ( حبَّاتٌ من دموع القمر ) الصادر لي عام 2002م.
..................
أنا
قمرٌ في جبين المساءِ ..
و لم أكتملْ
و كنتُ التقيتُ بجيشٍ ( لأبرهةٍ )
في ( قُبيسٍ ) وراء الجبلْ
لماذا أخاف الغيومَ،
لماذا أخاف جنودًا
و قوّادُ تلك الجنودِ ثملْ ؟!
فللبيتِ - حتمًا - إلهٌ
يبدِّدُ غيمَ الحتوفِ؛
فردُّوا عليَّ الإبلْ
إلامَ ( قريشٌ ) تروّج بين القبائل...
أن النخيل ( العكاظيَّ )
يخشى القتالَ،
و تُغْرى الحجيجَ بمجدٍ لأجل ( هُبلْ )
إلام تطوف بأوثانها
تشعلُ حربًا،
تؤلّبُ كلَّ المشايخ...
تطلبُ ثأرَ العروبةِ ؛
من أجل نقْل ( الحجرْ )
و تدعو الموالي
و ساداتِ كل البطون،
و تعلنُ أن ( تميمَ )
أحقَّ بكسوة بيتِ الله الحرام وليست ( مُضرْ )
فغارُ ( حرائي ) أفاض علينا
يعلّم أسحارنا ما لها ،
يرتضي بالقدرْ
و عادت تذيعُ حكايا الطواغيت ترهبنا ثانيةً
للتقرب زلفى
لنحرِ شغاف الأراجيز؛
لو جاء فيلقنا المُنْتظرْ
لتضرب أزلامها للتخاذل
حتى تقايض حرمة أرضٍ بأصغر كبشٍ
و ترهن نصراً بخوفٍ هنا يستعرْ
أيدفن حّياً بجوف الرمال صهيلٌ ؟!
أيدفن حّياً قريض البداوة ؛
كيما تموت حروف اللحون بجوف السحرْ ؟!
أبابيلُ طيرٍ تحلق فوق رؤوس الغزاة ،
تطارد من للحمي قد غزا أو عبرْ
أنعقر خيلاً تخضب بالنور يوماً
و نترك طاغيةً في البلاد يمرُّ
و نختبئ اليوم بين أعالي سفوح القممْ
فإن عظام الفراسة لم تلتئمْ
فما للدياجي فحولة وادٍ ( كعبقرَ ) ملَّ الخُطبْ
بقرب الطواف انتحبْ
أنبدأ خلق تماثيل عجزٍ
تقدّس فينا التناحر
حين يجفُّ المطرْ
فأي النزال ترى ينفجر
أنبدأ عُرس النياشين بالسيف نرقص ؛
حتى يجيء دوار التعبْ
لماذا تفرُّ خيول العرب ؟!
فكلَّ الفوارس تنتظر اللهو ..
في حلقات السمرْ
و دار ( سقيفتنا ) لم تعدْ في الجوار
تفضُّ النزال / الخطر !!
أنتبعُ قصَّاصَ ذاك الأثرْ
فما غيرهن الملائك يسْقين ركْبَ ( الحُسين ) ..
بجوف الفلاه
و قافلة السَّبْي حين تسير
سنخفي نساء ( بني هاشمَ )
ماذا نقول ولم يخبر الحيُّ باقي الرواة ؟!
أنبش القبور سينسى و قتل الصحابة أغرى الجناه !
أفي لعنة الرق سبيٌ عتيقٌ ؟!
فأشراف ( يعرب ) ترهن ما للفصاحة ..
كل الوجوه أمام مرايا الزمان تشيخ
فما للتجاعيد غير العبرْ
فإني أراني حبيسًا بـ فُلْكي
و لستُ القمرْ
فـكهَّانُ ( يعربَ ) قد غرها لبس تاج الزعامة،
والإقتتال علي العُشْب في الُمْنحدرْ
و أطلالنا في السهولِ عليها النحيب انسدلْ
و نرغم كل الفوارس
أن تستريح و أن تعتزلْ
ورثنا احتراف الحروب الخنادقْ
حملنا على ظهر تلك الرياح نبوءات هدي الخلائقْ
فكيف نساوم وحْيًا بـ شبْهِ الجزيرة ...
يوم نزلْ ؟!
فـ يا ويح حلمٍ مسافر في تيهنا الجاهليِّ
ويا جرحنا المستباح
فكم نام جرحٌ بأضلاع عتقي ؟!
فأيُّ الجراح ترى يندملْ ؟!
هنا مرفأي كم يحن إليّ
فأمعنتُ في الأرض سهوًا
وجدتُ عباءةَ بدْرٍ ،
ويجثو بغورٍ سحيقٍ
و تبكي عليه النيازكُ ،
ينزف حتى زُحلْ
أنا
مِتُّ لما رأيت انتحاب التخوم ‘
و حين التقيت بـ رجْع الصراخ؛
وجدناه صاغ إلينا اقتتال المذاهبِ ..
حتى انتحرْ
و يمسك سيفَ العروبة في كفِّهِ
قد وجدناهُ حين انكسرْ
أَمَا عاد فينا شريفٌ
يجوب بـ (عبْقر) يفجؤنا بالبطولات يومًا ،
أَمَا عاد ظهْرُ الفحولةِ يُنجب فينا بطلْ ؟!
فكيف الأشاوسُ ترهن عشب البلاد
و تفرض ثانية سطوةً للمكوس
تكبِّلُ ضوئي الوَجِلْ ؟!
أنستغفر الله حين التهجُّدُ‘
ثم نعاود سفك الدماءِ
بأشهرنا الحُرُمْ
نحكِّمُ فينا رويبضةً قد هًرِمْ
أنا
قمرٌ في السماء أطوف؛
إذا الصحوُ يومًا أفلْ
أُعرِّجُ ليلاً لـ (قُدْسي )
و أزهو إذا ما الصمودُ ابتهلْ
فلا تسألوني إذا الفيضُ عني توارى
و خسفُ هلالي ينوح
و لم أكتملْ
...........
شعر: عبد الناصر الجوهري
من ديوان ( حبَّاتٌ من دموع القمر ) الصادر لي عام 2002م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق