شاعر

شاعر

الأحد، 25 سبتمبر 2016

المعلم والضمائر.......بقلم.Abdallah Hajji



              *المعلم والضمائر*
حمدان في العقد الثالث من عمره طويل القامة مفتول العضلات لون بشرته يميل الى السمرة ..محب للمغامرة..تجمعه  بسليمة علاقة  القرابة والعاطفة ..فهي جارته الشقراء الممتلئة الجسم .
فلا يفصل بين ميلادهما الا اسبوع واحد ..ولعل هذا ما يجعل احيانا صديقهما  جابر يمازحهما :انتما طبعكما ناري ،ومصيركما واحد حسب ماجاء في علم الفلك والابراج ..فان كان عدوكم ذو طبع مائي سيخمد ناركما ..ويحرق مستقبلكما ويحطم مصيركما
 جابر نحيف الجسم..وذو القامة القصيرة .. يمتاز بالفطنة والذكاء ..والمرح وخفة الروح ..فلا تستطيع رؤيته دون أن تبادله الابتسامة..فالعلاقة بينه وبين حمدان وسليمة علاقة متينة تضرب بجذورها  في ايام الطفولة لتتوسع وتتفرع في للمرحلة الجامعية ..ومازال لحد ..يجمع بين هؤلاء  حب التمرد وعشق الثورة..التمرد على اعراف المجتمع وتقاليده .. الثورة على كل ما  يعيق المجتمع على السير في طريق النمو. .
قرروا الذهاب للمسرح ..بينما هم جالسون ..في انتظار بداية العرض المسرحي..يدخل القاعة رجل  ذو ملامح افريقية. .لون بشرته يميل الى السواد.. بقامة  طويلة.. حاملا في يده اليمنى حقيبة..
جابر يلكم  حمدان  الذي انشغل في الهمس لسليمة:انظرا ..انظرا معلمنا سيقوم بتوطئة للعرض او سيلقي قصيدة شعرية..ضاحكا
سليمة: ليس بمعلمنا..انه اصغر من معلمنا
حمدان:نعم ليس هو ..انه من الجمهور
جابر وهو يضحك : لكن تلك حقيبته! أتذكرون كيف كنا نجلس بالقرب من المدرسة   ونتطلع الى الطريق التي يسلكها معلمنا..ونتسابق من يفوز الاول بتقبيل يده وحمل محفظته الى الفصل الدراسي ..وكنت غالبا انا الفائز
حمدان وبصوت مرتفع يكاد يسمع في كل ارجاء القاعة:فما اروعك يا معلمنا وما الطفك 
 سليمة هي الاخرى بصوت مرتفع..وبالمناسبة فان لديها صوت جميل ورناء فيه نبرات موسيقية:فما اروعك يا ارق واطيب شاعر ..وما اروعك يا اخشع ناسك وزاهد.. 
كل الحضور يلتفت اليها ..حسبوا أن العرض المسرحي بدا من بين الجمهور..فصفقوا لها..
جابر وهو  يقف فوق الكرسي : اجل  معلمنا شاعر .
كان محبا الضمائر…ملتفتا الى الجمهور الكل يقف احتراما لمعلمه ..استجاب الجمهور بسرعة .. انشدت سليمة : معلمنا يا معلمنا
        ما اروعك يا مرشدنا
       انت فقيهنا وعالمنا
      انت  دليل حائرنا
     انت مقوم اعوجاجنا 
      ومربينا      
     للخير هديتنا 
    وعن الشر نهيتنا
ينطق حمدان:معلمنا  كان فقيها وعالمنا سيكولوجيا
               كان يغوص في السرائر
 سليمة: كان مرشدا ودليلا للانسان الحائر
كمال: كان ينهانا عن ارتكاب الكبائر
       كان عذبا عطوفا لينا مع الحرائر
جابر: كان يدرس ويغوص  ويسبر اغوار الضمائر
حمدان : معلمنا كان يعلمنا ويدرسنا كيف نحافظ ونصون ضمائرنا
سليمة:ما اروعك يا معلمنا كنت تعلمنا منذ نعومة  اظافرنا كيف نصون حقوقنا واعراضنا ونحافظ على ضمائرنا
جابر: لان من لا ضمير له لا اخلاق ولا قيم ولا عرض له
حمدان: غاب معلمنا وغابت معه الضمائر
       احييك يا معلمنا وانت بيننا الغائب الحاضر
سليمة:انت الزاهد الخاشع المتصوف الشاعر
        وقصيدك ينبض بانبل المشاعر
جابر : فيا معلمنا قد غابت كل الضمائر  
        فلم يبق منها لا حاضر(انا انت انتم هن...) 
        ولاغائب (هو هم هن..) ..ولا متصل 
        ولا منفصل
حمدان: عولموا و قولبوا وادغموا كل الضمائر  
سليمة: لم يبق الا ضمير انا..اجل انا ومن بعدي الطوفانseule moi
جابر: الضمائر متصل ومنفصل،الضمائر المنفصلة
       فقد ادغمت كما قلتم واختصرت في ضمير الانا
      اما الضمائر المتصلة كالتاء المتحركة ونا الدالة على الفاعل..التاء ما زالت تتحرك وتتصل ولا من يجيبها..ونا ما زالت تدل على الفاعل بنا  وبكم- مشيرا الى الجمهور - وبالمجتمع كله ..ولا 
     من يستجيب لها او يلبي طلبها او ينضم اليها
 رفع الستار صفق لهم الجمهور بحرارة معتبرا أن ذلك العرض الذي خرج من بين الجمهور هو المشهد الاول من الفصل الاول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق