شاعر

شاعر

السبت، 30 أبريل 2016

التشبيه المترادف ................... بقلم : محمدمحمدالجبل

............
اللغة العربية ، لغة مجددة حية بذاتها ، ما مرّ زمناً ، إلا وفيها دراسة جديدة وعطاء جديد اما في تفسير نص قرآني او حديث او شعر ، وهكذا، تستمر ، لذا اللغة العربية حية على الرغم ، من ان العوامل التي تعرضتها مميتة ، وخاصة الاستعمار ، والهيمنة ، والاندثار ، ويكفي انها قاومت لغة الاتراك التي سيطرت خمسة قرون على الوطن العربي من مورتانيا مجيءً الى العراق ورسم الحدود مع ايران في زمن سليمان القانوني، ما يهمنا هو التجديد والبقاء على حيوتها ، حيث يستطيع ان يصقل الشاعر قصيدة متكاملة فيها بيان ساحر ، وبد

يع بهي، بانفاس دافئة ، وروح متدفقة، هذا ما رايته بالتشبيه المترادف ، للشاعر ابومهدي صالح ، في قصيدة ( يانمرُ) وهي أروع تشبيه كما وصفه الناقد المغربي احمد العربي ، بدأ بكلمة تكلم عنها اللغويون كثيرا وخاصة الصغاني ، لكونها تتسم بالسعة، الجوف ...وبين الارض وبطن الانسان هناك رضيعاً. وكلنا نعلم ان الرضيع لايمكن ان يكون في الجوف، لكن عبر به تشبها متداخلا ومرادفا لبعضه بان يعكس كلاهما بتشبيه خاص به ، يفترق عنها لان الامة مفترقة بالتناحر، ويذبح الاخيار فيها ، والامهات بين ولولولة وبين الركون، الا ان هذا الجوف في باكية يستذكر نمرا فيبكي بكاء الرضيع على امه ، لا يسكت الا الركون على صدرها، ثم هذه الام تخرج من صورة الى تشبيه اخر هو النقصان، في طرفها ، تتداعى وتنقص وتكهل بالقتل ، لا بالتقادم كما في الانسان يرجع يصغر عن شبابه بالكهولة ، جر قرد تشبيه اخر غير تشبيه الاقزام فالتشبيه ليس هم اقزام كالقرود ، بهذا لايستفاد من المعنى بل هوتشبيه مترادف مستقل كي يذهب ليس للهيأة بل يذهب الى ماداخل الهيأة وتكون الارواح والنفوس متقزمة وقرود ، ولهذا جاء بالملامسة ، اي ابتعاد الحق من الولوج داخل هيأة الانسان لان نفسه متقزمة ومتقوقعة على ذاتها، فكانت النتيجة الصعبة ليس هم بل الناس التي اتبعت ما بذروا الاقزام، استخدم كلمة شخس ، وهو السن المائل فلا يوجد علاج له غير القلع وبقاءه ، عدم قدرة الفم على القضم وهو تشبيه داخل تصور ان الحكم كهذا الضرس ، بقاءه يضر بنفسه، وليس له علاج ابدا، وقد اردفه بتشبيه لتوضيح التشبيه السابق المترادف ، فالحق شبهه برجل له عينان عين تنام وعين صاحية ، وقد وضع الصحو صرخة المظلوم فدمه يبقى على مر الزمان صاح يستصرخ : انهضوا، ولهذا الارض لا تعتاد ان تستخرج كنوزها بل كنوزها داخل جوفها لذا شبه تشبيه رائع مقلوب مترادف ، وشبه بتشبيه المفاضلة اردف هذا عندما شبه علماء امتي كانبياء اسرائيل فاردفه بالتشبيه وبالرديف الدلالي بان القاتل جذورة عائدة الى ذاك البيت ، اليهودي، وهذا ما يجعلة مترادف لثلاث مرات ويلصق هذا البيت بالمرادفة بان يساوي ما قابل الصدر العجز، القلب ، وعاء الدين، والروح وعاء الفقه ، والنفس وعاء للاخلاق ، والصدق وعاء العالم ، والنبأ وعاءه السعة البحر، ليختم قصيدة الرائعة بالوصف التشبيهي فهو ابن الحسين لكن ليس دمه ونسبه وهو شبهه بابن الحسين بالمباديء ليس بالهيأة، ثم يشبه اصالة دم الحسين به فكان ترادف رائعا
التشبيه المتراداف: هو ان يردف تشبيه متصل في التوضيح لتشبيه اخر، ثم يردفه تشبيها ثالثاً يوضح الدلالة والمعنى
والان اترككم تتمتعون مع القصيدة
يانمرُ
ابومهدي صالح
فِي جَوْفِ أُمّي رَضِيعٌ لا يُصَاحِبُها
حِـيْنَ البُـكَاء لــها مُسْـتَذْكِرٌ نَمِــرُ
مُسْـتَشْــهِدٌ في قِيَـامٍ أَوْ مَجَالِســةٍ
والّلـفْـظُ مِنْــهُ شَــهِيْدُ اللهِ والذِّكِـرُ
أُعْــدِمْــتَ بِالسِّـيْفِ ثَائِـراً لَنا ولَهُمْ
مَـانَـامَ آلِ سِــعود بَعــدكَ الوفـــرُ
قَدْ أنْقَصَ الكَافِرُ الأرْضَ بِكَ الطَـرَفَ
يَاأَيُّــهَا الشَـاهِدُ يَاخِـيْرهُم بَشَـــرُ
أَقْزَامَ هُمْ أَصْلُهُمْ قِرْدٍ لَقَدْ مُسِخُوْا
مَالامَــسَ الحَقُّ قلُوْبَهُمْ وَإِنْ كَثَروا
مَا بَالَ تَابِعُهُـمْ أعْمَى وَقَدْ مَرِضَ
قَلْبٌ وَعْقْلٌ وَمَالُوا مَــيْلَ مَا بَـــذَرُوْا
كَـفّـىٰ بِعَــزْمِـكَ آلِ البِــيْــتِ يَا نَـمِـــــرُ
وَعَـزْمِهِـمْ مِـرْدَخَـايَ كُلَّهُـمْ زَعِــروا
إِنْ كَانَ شَنْقِيْ لِدِينِ الـمُصْطَفَىٰ ذَهَبَ
قُــلْ : إنَّنِي ذَاهِـبٌ أَلْـقَاهُ يَا نَمِـــرُ
وَقُــلْ لِآلِ سِــعُــوْدٍ يَـوْمَــكُــمْ شَــخَــس
فَالحَقُّ إنْ نَامَ عيْناً صَرْخَتِي بَصَرُ
فَلا يَــدوْمُ لَهُــمْ مِـنْ قَـائــمٍ أبَــداً
وَقَــائـمُ النِمْــرِ آل أحْـــمَدَ الوِتـــرُ
مَاكَانَ لِلأرْضِ أَنْ تَسْتَخْرِجَ الكَنِزَ
وَالدُّرُّ فِيْ بَطْنِهَا مَخْبُوْءُ لا الظَّهــرُ
يَاأَيُّهَا النَّمْرُ عَلَى دِيْنِ النَّبِيِّ ذَبِيْحٌ
أَنْتَ يَحْيَىٰ وَآل يَحْيَىٰ لَكَ السِّــفَرُ
قَدْ قَالَ فِيْكَ الرَّسُوْلُ قَبلَ ألفَ عِجَافٍ
بَعْدَها دُونَ نِصْفٍ أذْ هُوَ الأَثَـــرُ
بِــإنَّ فِــي عُـلَـمَـــاءِ أُمّــتِي فَـضِـــــلُ
مِنْ أنْـبِـيَاءِ بَنِي إِسْــرَائلَ الزُّفَـرُ
قَـلْــــبٌ وَرُوْحٌ وَنَفْـــــسٌ صَــادِقٌ نَـبَــأُ
دَيْـــنٌ وَفُــقْــهٌ وَخُـلْـقٌ عَـالِمٌ بَحَــرُ
يَـاابْـنَ الحُسَــيْنِ بِــلا دَمٍ وَلا نَسَــــــبٍ
دَمُ الحُسَــيْنِ أَصِـيْلٌ فِيْكَ يَانَـمِــرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق