( لا تقفي ...سيدتي .. أمامي )...
*لا تقفي .. سيدتي..أمامي..
فجمالك طاغ يثور كالبركان..
وتلك العيون لامعة تبرق
من وراء ستر الأجفان..
فانت أميرتي وطيف أحلامي..
يا من أسميتك الفرس الشقراء
المهرة الحرة الشهباء..
تتهادى عنجا فوق الشطآن..
لا مثيل لأنوثتها طهر العذارى
يشع القا عبر الازمان ..
تتراقص الهوينا بإغراء وتتلوى
كأقتفاء الفطيم لصدر أمه الحان..
*لا تقفي...جميلتي .. أمامي
تتمايلين وديعة كبراءة الحملان.
قد تهافت انسامك من جديد
تصفع بلا رحمة شغاف
روح عاشق متيم ولهان..
أتمتع بالنظر نحو اذيال جنونها،
تتعرى بخجل ما بين شراشف
رغبة هوس واعتلاء انهار طوفان..
*لا تقفي .. ملهمتي..أمامي..
قد تالق القمر في جوف الليل
ومعه أنجم سهارى تهاوت لموضع
عرشك بارتجاع من قسوة الزمان..
أيا بساتين حنيني قد ماتت
ارضك عطشا منذ أعوام،،
وحين أرشف ذاك البدر منك
عطر الرحيق تعالت أنواره
عنان السماء انبلاج وهيام..
وارتوت معه اوراق صفراء
ارتمت منتشية في احضان
خيال عاشق مختال في ابهام..
*لا تقفي .. فيروزتي..أمامي..
قد تبسمت العيون سعيدة
من لثم المى وجل ثغر عانق عبق
الياسمين في تغريد وهمس الحان..
كأن المشهد يرقى لعشق بلابل
وطيور حب متوسمة أعناقها
نور الصباح تتغزل في افتنان..
*لا تقفي .. معشوقتي..أمامي...
قد غادرت شرنقة الأوجاع
سكنى داري وأوطاني ..
كفاني اعيش دهرا في كهوف
أودعت ربيع العمر في زنزاني..
فاليوم خائف انا من هوى غريب
زار قلبي على حين غفلة يتوسد
بياض خصلات اكفاني..
تباعدي ياروح من نزغ الهوى
مسكين فؤادي لا طاقة له
على تحمل جمر النوى..
ولا لنسيم عطر فواح به القلب
تلوع وقد اكتوى..
*لا تقفي .. لبوتي..أمامي..
أنا ذقت من عبق الزهر تاج شهده.
وما زال الثغر ضمأن في جوى..
قولي بربك كيف دخلت عرين الأسد
هكذا باجتياح ولا اقتتال!..
هيا اقفزي فوق عتبات محراب
المجانين من فرحة لواعج اجنان..
وتمهلي في وأد البراءة في عيني
قد قتلنا ذاك الخصر الغجري وادماني ..
ترفقي وانتظري أرجوك..
*لا تقفي .. حياتي..أمامي..
فالموج يتسابق مع الريح تكسرا..
وعذرا ان لم تسعفه اشرعتي
بسوق المجداف بامتنان..
فالحنين المهيب منك اخذ مني
مأخذ الوبيل السافر العدوان ..
*لا تقفي .. حبيبتي..أمامي..
ايا مهره الاصايل ايقضت
الساعة جمر لوعات في نيراني..
ما جف منها دمع المقل تنهمر
على غائب عن عيني جافاني..
تلاعب الزمن به عصفا في نهى..
رماه مقتولا في شهقات نفسي
وكم ناحت بالعبرات دموع
عصية في اجفاني..
تراك يانزوة اللحظة هل ستأخذين
مكان الصريع عنوة؟
وهل لك في قلبي من فسحة مكان!؟
*لا تقفي .. أميرتي..أمامي..
يعتلي الشوق صهيل جواد حر
عابق في دهاليز وحدة وحرمان
أفيقي يانفسي كم كان حلما جميلا!
حسبه خيال خصب مع الحور العين
في ربوع روض وجنان..
هكذا الدنيا تضحك علينا مرارا
يوما لنا فيها فرح ساعة تنسينا
أعوام لنا فينا وجع قرون
وجل ذكريات مؤلمة واحزان..
بقلم
الشاعر
أمير البياتي
بغداد ٧/٤/٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق