" خاطِرة " - 7
لأَنني لستُ ملاكا و لا نصفَ إلهٍ
لأنني لستُ معصوماً مِن زللِ العشقِ و لا مِن خطايا الغرامِ , أقترفُك دونَ اكتراث لما سيكونُ ,
لأنني أعشقُ الحياةَ التي تتكتملُ بك ,
لأنني أعيشُ في عصرٍ غابرٍ يقتني الحداثةَ مِن دكانٍ قديم و يتشربُها مِن صنبورٍ مالح
لأنني أكرُهُ الحياةَ المليئةَ بكائناتِ الموتِ و باعةِ الرصاصِ و زبانيةِ الأحلامِ
**
و لأنّ كلّ ما فيكِ باتَ مصيدةً و شَرَكا يتفننُّ في الإيقاعِ بي , تنصبينَ عينيكِ في طريقِ النظراتِ,
تلقينَ فتنتَكِ في دربِ مرورِ قلبي كلّ مساءٍ,
ترسلينَ سِحرَ الأغنياتِ معقودةً بألويةِ اللهفاتِ فما ألبثُ أن أقعَ أسيرا محكوماً بالانقياد و الاسكونِ
ودونَما أي وعي أجدُنِي ملقىً في قارِعةِ الحلمِ ككتابٍ تبعثرُ الرياحُ أوراقَه ذاتَ قيظِ
**
أشعرُ أنّ ثمةَ رعودا و صواعقَ
تتكسرُ قعقعاتُها في أعماقِ نفسي الرثةِ
رحماكَ يا إلهي .. يا ماسكا بألويةِ الرعودِ
في سماواتِ روحي ,
مهلا!!
لا تنفِض رعودَك على قلبي دفعةً واحدة
قلبي صغيرٌ....صغيرٌ كنبتةٍ هشةٍ لم تتوطن بعدُ على مجاراةِ الأعاصيرِ,
**
أعلمُ أننا ما خُلِقنا إلا لنسقيَ بذرةَ الحبِّ الخصيب
و ما خلقتِ اللهفاتُ
إلا لتدَفئ قلوبنا الباردةَ في شتاءاتِ الحياةِ
أتفهمينَ هذا يا صاعقةَ الهوى ؟
إنني حينَ اختمرتُ بكِ لم أُذنِبَ
حتى أتطهرَ مِنك,
و هل يتطهرُ القلبُ العالِقُ في محرابِ الحبِّ ؟
هل يتطهرُ الجسدُ الذي تغلفَ بك
كما تتغلفُ كتبُ السماءِ ؟
**
تجيئينَ- سيدتي - ذاتَ مساءٍ
فأعيا دونَ حلم
أتشبثُ بردائك..أُحلِّقُ في سماواتِك .
.أجمعُ ما يتساقطُ من نثارِ قلبي و فتونك
لن أتحجرَّ..فأنا ما خلقتُ صفيحا
و لا عُدِمتُ القوة
حتى تمري بكاملكِ أمامَ عيونِي و قريبا أمام أصابعي
فأسدِلُ عليك أضلاعي و لا أطبقُ عليك جفنا..
**
لستُ ملاكا و لا نصفَ إلهٍ
أنا مقتنعٌ بما تحت ثيابي
إنني إنسانٌ خلقَ خفية
و يعيشُ خفية
و سيموتُ خفية
و أودُ امتلاككِ على ملأٍ مِن الناسِ
لذا !!
لن أبارحَ نافذةَ حُلُمي
و لا جذورِ أمتياتي التي أسندُ إليها جسدَ قلبي
المتهالك شوقا
...
بقلمي..
#ياسين_السامعي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق