" خاطرة " - 8
إلى كلِّ من تنتظرُ مني أن أقولَ لها : أَحِبك ,
تقدّمي نحوي خطوةً أو أكثر حتى أستوضِحك و أفهمك و أُميزُك و أراك و أحسُّ بك ,
لا تخافي ,, فأنا لن آكلك لأنني إنسانٌ و لستَ حيوانا
يا أنثى الإنسان ,
آدمُ أيضا يخافُ على نفسه أن يقعَ فريسةً لمخالب حواءِ الحادة , و هكذا بات هو خائفا و باتت هي خائفةً و بات المجتمعُ يعانِي مِن خوفٍ زُرِعَ فينا نتيجةً للأساطيرِ التي سمعناها أو ربما واجهناها في حياتِنا ؟
حواءُ !!
دَجِّني نفسَك و روِّضِي ذاتَك و انسلخي عن ثقافةِ العربان ,
طوِّري مفهومَك للمجتمعِ الإنساني , لا تنظرِي لشواذِ المجتمعاتِ و رذائله و صورِه السوداوية ,
تفَحِّصِي الإنسانَ فكرا و ثقافةً و خلقا ,
أحسِنِي النظرَ إلى الوسائل و استعمالِها لتتجسّدَ في عينيك الحقائقُ و الغايات.
اعرفي أن الرجلَ إنسانٌ و ليس ضبعا مفترسا أو حيوانا ,
و أعنِي بالرجلِّ هنا , رجل الشرفِ و العفة و الاتزانِ و النقدِ و الفن و الأدبِ و الإنسانيةِ,
الرجل المُنتِج المتعاون الملهم المتحزمِ بالعلمِ و الثقافةِ و المتقنِ لمهارات الحب و المدرك - حتما - لتبعاتِه مِن الألِفِ إلى الياءِ, الرجل الذي تستأمنِينه على سِرَّكِ و روحك و ذاتك , و الذي لا يضطرِّك للإلحاحِ عليه أن يفهمك
الرجل الذي يعذرُكِ قبل أن تخطئي و يغفرُ زلتَك قبل أن تقترفيها , يبادلك شعوره قبل كلماتِه و عطاءَه قبل حقوقه ,
عليكِ أن لا تبقي تحت تأثير الثقافة التقليدية القائلة : بأن الرجلَ يجبُ أن يلاحقَ المرأةَ كما يلاحقُ الصيادُ فريسته ,
فالمرأةُ ليست فريسةً و الرجلُ ليس صيادا ,
ألا ما أسوأَ أن يقعَ المرءُ تحتَ تأثيرِ التجاربِ الشاذةِ التي - نادرا - ما يقعُ فيها البعض , فتُبنى عليها قناعاتٌ و من ثم تتحول القناعةُ إلى ثقافة و الثقافة إلى مصيرِ ,
حينها يجدُ المجتمعُ نفسَه رهينةً للأخطاءِ التي آمن بها,
كم مرةٍ ينبغي علينا أن نصعدَ أعلى شاهق ثم نهتفُ لهؤلاء البشر: ليسَ كل ما يلمعُ ذهبا.
في كل وادِ بنو سعد.
لا تعبر جسرا حتى تأتيه. ؟
أكرهُ أن يتكلسّ الفكر الإنساني عند هذه المحطات , فلا يسعى إلى تغييرها , بمعنى أن يصنع كل إنسانٍ ثقافتَه الجزئية التي تسعه هو لا أن يغدو و يمسي على موروثاتٍ ليست من الحقيقة بمكانِ..
بقلمي..
#ياسين_السامعي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق