شاعر

شاعر

الاثنين، 2 أبريل 2018

ناقد و قصيدة ...مصطفى الحاج حسين

ناقد وقصيدة .. من ديوان ( أجنحة الجمر ) ..

الناقدة والأديبة  ( مجيدة السّباعي ) ..

  القصيدة ( السّوري ) ..

للشاعر العربي السوري : مصطفى الحاج حسين .

--------------------------------------------------------------

   السّوري ...

                           شعر : مصطفى الحاج حسين .

تهدّمت في دمي شموس ضحكتي

وتقصّفت أنجم أحلامي

وتهاوت أشجار أيامي

على أحجار غصّتي النّائحة

براكين موت تفجّرت بأوطاني

دم ينزف من الياسمين

وصراخ أسود يحلّقُ من فوقنا

الأرض لا تعرف أين تختبئ

السّماء لاذت بالظلام

والماء صار يتسوّل عصير الملح

ياالله

كم قاتل يبحثُ عنّي ؟!

كم سكّيناً يشتهي خاصرتي ؟!

وكم مسدّساً يشتاقُ ليتصيّدني ؟!

وما أنا إلاّ مواطن

فقدتُ على الأبواب كلّ الحقوق

تنكّر لي بيتي

وأوصدَ بوجهي بابه

وتخلّى فراشي عن عظامي

وطاردتني أزقّة الحارة

حتّى المدينة

اقتلعت خطايَ من جذورها

ورمتني الدّروب بحجارة الغربة

أقفُ تحت شرفات العدم

أناجي سراب النّار

لا جهة تسمح لي بالتقدّم

لا اختناق يمرّر لي تشرّدي

حاصرني انهزامي

طوّقتني خيبتي

وسخرت منّي العواصم

وحده

البرد يحتضن رعشتي

والجّوع يسلبني قامتي

والقبر تمتدُّ يده نحوي

أشفقَ على جنسيّتي

من أيّ أمة أنا ياالله

العرب تنكّروا لحرفِ الضّاد

وكلُّ البلدان

سيّجت حدودها بالكراهية

وبالحقدِ السّحيق .

                        مصطفى الحاج حسين .
                                إسطنبول

=================================

         الناقدة والأديبة مجيدة السّباعي :

أهدى المبدع زخات صور قاتمة اللون معتمة الآفاق،

وهو يرتشف الغربة ،يتتاءب الغبن في كوؤس

غصص حارقة، حيث تتكاثف الشجون، يتعمق

الأسى تنثر المرارة سخطا وتبرما، تلعن الحروب

وويلاتها .

روح الشاعرتصدع صبرها،لا تكف تئن من الأرزاء،

دوما عطشى للحق للحرية للعز والكرامة للإنسانية

الحقة ، تهيم بحثا عن السكينة والتصالح مع الذات،

فيظل القلب معلقا بالرجاء البعيد، وأنى له ذلك ؟

لايملك غير أن يحصد شظايا الآهات والخيبات وكل

الأوجاع.

فالوطن مسقط الرأس ،مثوى الآباء، رمز الإنتماء

نبض الفؤاد، ديدن الحياة، وكل الثراء والنعماء،لا

بديل له، وحده يملك جمال الكون وأمكنته لاتبلى،

تظل مدلاة على عروش دوحة الحياة وتقاسيم

الذاكرة،هو واحة لا تصفر أبدا نحتت بالفطرة في

تلافيف القلب، مهما تنحت دياره تظل قلاعه

وصروحه شامخة، يجترها الفكر يناجيها الحنين بل

يناغي منزل الصبا ومواطن الأهل ويطرز أذيالها

المخيال ،حالما بتراب لا يتكرر وبسماء شمسها

الأكثر ضياء وتألقا.

  بعد الشاعرعن شهباء الياسمين أتعبه أضناه أرق

مضجعه، فتمدد الحزن بكل أرجاء نفسه، وضاقت

عليه الدنيا برحابتها، وكاد القلب في الصدر

يحتضر. 

فالغربة حتما عسيرة من أشد النوازل، ليلها سهاد،

مضجعها شائك، ودمعها حارق، سقته مرارة خانقة،

تنخر الروح و تهشم الكيان،إذ لم يسعه إلا أن

استسلم لبشاعة الواقع، وصبر على مضض يعتصر

الألم فؤاده ، يتجرع الغصص دفعات يحاصره

الشتات وتعصف به مشاعر الشوق المتقد خاصة

بعد أن تداعت كل الآمال،وتراكمت الإخفاقات

وانفرط العقد الثمين ، فأنفق العمر في المهجر

هباء ، لاسند ولا نصير.

وأجمل ما في القصيد أنه عنون بالسوري ، فعمم

المبدع وأسدل مشاعره على كل سوري احترق حنينا

و اشتياقا ، كتب عليه البعاد عن بلد الياسمين إلى

منفى قصي.

                     مجيدة السّباعي .
                           المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق