زهرة اللوتس(*)
فاتنةُ العينين ،
بين الرمشِ والهُدبَين
متوردةُ الخدين ،
بين نسيم يتلو القرنفل
في ثغرها ،
وبسمةٍ سمراءَ ترود الشفتين
من رآها تخلعُ ثيابَ الحداد
(يرى الصخرَ في طواحينِ عشقها
وقد أصبحَ كُحلاً لجميع الاعياد)
بعد طول غياب
صار وجهها ناعما كالحرير
وخلف ضبابِ عينيها الباردتَين
شرارات من شوق
(تتطاير كشظايا قنبلةٍ
تريد ذبح القلبِ
بشفرتَين من ضياء )
جميلٌ هواها
(كأحلامِ نهرِ الحنانِ المسافر
بين حقولِ الرجاء)
عذبٌ شذاها
كأنغامِ همسِ البراعم
(وهي تُدغدِغ سحرَ اللقاء)
ضفائرُها مروجٌ
تنساب كظلالٍ شفيفةٍ
(بين بحرين من لهيبٍ وماء)
أميرةٌ بين النساء
ماسة خضراء
تختالُ كزهرةِ لوتس
بين الودِّ والصفاء
في زمن الحبِّ ، حكماءُ العشقِ
يعرفون من بحَّة صوتها
(من رجفةِ هُدبيها
وبريق عينيها)
أن دمها يسري فيه الهديلْ
وأنها شهقةٌ تجلَّت من رؤى الخيال
(لا بديلَ لحسنِها أو مثيلْ)
لها في ذروة الازاهير تاجٌ
(ومن الياسمين عرشٌ جليل)
أحلامها تذوي على وردةٍ
ساورتها الفراشات
طلعتها بهية ، كآلهةِ الحسنِ
في موكبٍٍ من الأنوار
بعد طولِ غيابٍ
جاء مأسوراً لعينيها
يكتبُ أحلى الاشعار
أغنياتها في المساءات
بحرٌ من المرجانِ والاحلام
( ورذاذٌ من الامواج النيلجية)
تأسرُ القلبَ وما حوى
تشربُ الصبرَ عشقاً
في هواها وما أرتوى
بعينيها تغفو المسافاتُ
( مترعةً بالمسرة)
فيخضلُّ عمرُ اليباس
يرتشفَُ من رحيقِ شذاها
كأساً بعد كأس
عيونها دوحةُ عشقٍ
أعيذها برب الناس
من كل شرٍ وخناس
زرقاءُ العيون
على أرضٍ بشطِّ الفرات
وفيضٍ من بحورِ الشعر
موصول الفتون
(وجهها مرآة لقافيتي
دمعها واحة لقافلتي)
أعبُّ الشهدَ من كلِّ الدنان
(أصُبُّ الروحَ في خُضٌر الجنان)
فآكل من عينيها
ما أهوى
وأشربُ من عينيها
ما أهوى
(وأهوى في عينيها
من أهوى)
ناديتُها لتقرأ دفاترَ شعري
قرأتُ لها روايات عشقي
هنيئا يا قلبي
لن تسكنَ بعد اليوم
إلا في مقلتيها
ولنْ تشربَ
إلا من شفتيها
(*) القصيدة محدثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق