شاعر

شاعر

الأحد، 27 نوفمبر 2016

الزهرة البيضاء☆☆☆بقلم فهد الفقيه العذري


((((( الزَّهْرةُ البِيضَاء)))))

دَعِ الحَسْرَةْ
إذَا  غَابَتْ مَلامِحُ
هَذهِ الأَوطَانِ 
فِيْ تَابُوتِ مَنْ سَارُوا
عَلَى الطُرقَاتِ كَالطَاعُونْ
فَغَابَتْ بَهْجَةُ الأَطْفَالِ 
عَنْ أَحْضَانِ شَارِعِنَا 
وصَارَ الدَرْبُ أَلغَامَاًوأَشْبَاحَاً 
ولَا يَأْوِيْ سِوَاهُ القَاتِلُ المَلْعُونْ
فِإنَّ حُوصَرَتْ
أَوْ شُرِدَتْ
أَوْ عُذِبَتْ
فَلَنْ يَمْحُو دُخَانُ القَمْعِ
نُورَ الشَّمْسِ فِيْ أَرْجَاءِ شَارِعِنَا 
وَلَنْ يُثْنِيْ أرِيجَ  "مَشَاقِرِ " الجَدَّاتِ 
مِنْ تَعْطِيرِ مَنْزلِنَا
ومِنْ تَضْمِيدِ جُرْحِ الكَاذِي المَطْعُونْ
فَفِيْ هَذَا الثَرَى وطَنِيْ

دَعِ التَفْكِيرَ 
إِنْ رَسَمَتْ يَدُ الغَوغَاءِ
أَقْدَارِيْ بَلا أَدَبِ
وَخَاطَتْ نَزْوَةُ الجُهَلاءِ 
أَكْفَانِيْ بَلَا طَلَبِ
ودَاسَ القُبْحُ أَشْيَائِيْ
بِلا سَبَبِ
سَأَرْمِيْ كُلَّ أَشْيَائِيْ
ولَنْ أَخْتَارَ يَا زَمَنِيْ
 سِوَى كَفَنِيْ

دَعِ الأَحْزانَ 
إنْ سَارَتْ قَوافِلُ
عَارِهِمْ بَغْيَاً عَلَى جَسَدِيْ 
فَمَا لِلبَغِيْ زَوْبَعَةٌ 
بِغِيَرِ قَوافِلِ الوَثَنِ
فَفِيْ حِجْرِيْ رَضِيعُ
الزَّهْرةِ البِيضَاءِ 
يُسْقَى مِنْ نَدَى عَرّقِيْ
وأَلثمُهُ ويَلثُمُنِيْ

دَعِ الآلامَ
إنْ قَلبِيْ بأِهَاتٍ
مِنْ الأَشْجَانِ
والعَبرَاتِ أَحْرَقَنِيْ
   
دَعِ العَبَرَاتِ ..
تَحْفر فِيْ مَآقِينَا
لِتَسْقِيْ زَهْرةَ الآمَالِ أَحْلامَاً 
فَتَقْطِفُهَا أَمَانِينَا
وتَرْفَعُ صَرحَ أُغْنِيَتِي
إذَا مَا الحُزنُ هَدَّمَنِيْ

دَعِ الشَّكْوى
فَرُغْمَ  الفَقْرِ والتَجْويعْ 
ورُغْمَ الخَوفِ والتَرْويعْ 
سَنُهْدِيْ بُؤْسَنَا للأَرْضِ أَنْهَارَاً وأَزْهَارَاً
لِتُورِقَ هَذهِ الأَرْجَاءِ
تُزْهِرَ فِيْ دُجَى الأَيَامِ أَقْمَارَاً
بِعِطْرِ الضَوءِ تَنْضَحُنِيْ

 دَعِ النِسْيَانْ
رَدّدْ فِيْ مَدَىْ الأَيَّامْ
سَيَغْدُو العُمْرُ بُسْتَانَا
وَفِيْ شَّطِ الأَمَانِيْ البِيضِ
تَغْدُو صَرْخَةُ الأَمْوَاجِ أَلْحَانَا
ويَغْدُو النَوَرَسُ المَطْرُودُ رُبَّانَا
إذَا مَا البَحْرُ نَادَانَا
هَلُمُّوا ... 
واسْرِجُوا نَحْو العُلَى سُفُنِيْ

دَعْ الخُذْلَانْ
وَكُنْ للحُبّ مَيْدَانَا
سَتَبْقَى يَا ابْنَ هَذِيْ الأَرْضِ 
رُغْمَ الغَدْرِ إنْسَانَا
تُرَتَلُ فِيْ مَسَامـِعِنِا 
بِأُغْنِيةٍ نُرَدِدُهَا 
نُجَدِدُ فِيْ مَعَانِيهَا
فَيَغْمُرُنَا صَدَى الإِشَّرِاقِ
يَمْلأ هَذهِ الأَفَاقَ  
أَنْوَارَاً وأَلْحَانَا
فَيُطْرِبُهَا وَيُطْرِبُنِيْ

دَعِ الأَشْوَاقَ ..
 يَا وَلَدِيْ
غَدَاً نَلْقَاكَ 
نَرْسُمُ لـِلدُّنَا عَينَيَكْ
بِلَونِ الفَجْرِ 
تَغْسِلُ ظُلْمَةَ الزَّمِنِ

دَعْ التِرْحَالَ ..
إنْ ثَرَى رَوَابِينَا
يُنَادِينَا
وَتَأْرِيخَاً عَلى هَامِ الجِبَالِ السُّمْر
يُحَدّقُ فِيْ دُرُوبِ الشَوَقِ
يُسَائِلُ عَابِرَاتِ الغَيَمْ
مَتَى تَنْأَى مَنَافِينَا
مَتَى سَنَعُودُ للوَطَنِ .

***** د . فهد الفقيه العذري *****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق