شاعر

شاعر

الثلاثاء، 31 يناير 2017

الناجي☆☆☆بقلم سامي شكرجي

الناجي / سامي شكرجي .. كتبت بتاريخ 25/11/2016

********
وكأنه على دراية من أمره ، أم هو بفراسته التي ما خابت يوما ليتوقع ما سيؤول به الأمر مع أقرانه ، تخفّى بين الرّكام والزوايا ، وتخطىّ جميع العوائق وتحمَّل الغبار والأتربة ، بل وغرق فيها حتى أصبح لونه مثلها .
ومن زاوية بعيدة وهو يراقب بصبر جميل وتحمّل يصْعب وصفه ، فلا أحدا يجرأ أن يخبره بما جرى ، ولكن .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. فانتقل له دخان كثيف من مسافات بعيدة ، يحمل في طياته عبير كلمات تشتَّتْ ، وحروف تبعثرت ، وأغلفة تهشمت ، بكت على نفسها من دون أن يبكي عليها أحدا ، فجميع سكان الحي قد غادروه ، حفاظا على حياتهم ، إلاّ من تمكن من تدبير أمره ، أو هو معهم ، وبقوا هم في جحورهم متراصّين ببعضهم ، يرتجفون من الخوف ، يبكون أمرهم ، لا يجرأ أحدا إنقاذهم ، وكذا مشى الأمر على غيرهم ، ولولا تصدّي جارنا لهم ووقوفه بوجههم ، لنٌسِف الدار ، ولَبَقتْ أطلاله تسرّهم .
تلك هي التي استفزّتهم وأرعبتهم ، وما تبقّى منها ، كان بعيدا عن أنظارهم ، مكتبة حُرقت ، حرق الله أكبادهم ، كتب فكر وسياسة واجتماع ، ودواوين شعر لنازك الملائكة والرصافي ونزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم.
لكن حبل الظلم قصير..اندحرت القاعدة .. عدنا وبيوتنا خاوية ، إلاّ من رحمته تعالى ، فصرنا أفضل مما كنا عليه ، ومن هذه اللحظة ، لا حيلة له ، وبقى يحوم ويبحث عن وسيلة يصل من خلالها إلينا ، يٌقلِّب صفحاته ويضمد جراحاته ، يهئّ نفسه ويستعِّد للقائنا وهو شامخ ، مسطرا للتاريخ أروع آيات الصبر، فكان على يد ابن أخي نبيل ، عندما زارنا مع ابن خاله أحمد ، إلاّ أنه تخفّى في كيس صغير وبصحبته دفتر مذكرات يعود لسنين غابرة .. تخفىّ ليفاجئنا بفرح مفعم بالحزن ويقول :
لقد نجيت وأنا الآن بينكم
أنّي أنا
ديوان بدر شاكر السيّاب
تعالوا إلىَّ .. اجتمعوا حولي ..إنّي أحبكم أحب أن أكون في أحضانكم .

سامي شكرجي
25/ 11 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق