شاعر

شاعر

الاثنين، 30 يناير 2017

مريم ☆☆☆☆بقلم معاد حاج قاسم

مريم.قصيدة قصيدة عشق أبدية ﻷم اسمها فلسطين.تغفو على أبواب الحارات القديمة.لمدينة وجهها البهي..صباح مساء بماء البحر..يتلون الحناء على يديها كما الفصول تتلون.
تنشر ضفائرها على أكتاف الشمس...هي يافا.
هنا يصبح الياسمين أرجوحة اطفال وقهوة صباح وقناديل محبة في أمسيات صيف يعانقها القمر..كذلك أمسيات غيوم ومطر في الشتاء.ومواقد حطب..ونار.
مريم..حكاية أخت وأم وجدة.حملت فرحا وهموما..لعقد من الزمن الكئيب.
لم تفارق اﻹبتسامة شفتيها..كذلك اﻻمل..جذوة لم تنطفأ في بريق عينيها.
مات اﻷب واﻷم وقتل أخويها التوأم وشلت ساقي أخيها ابراهيم.
لكنها بقيت أنموذجا يحتذى ويحكى به..صبرا وقدرا من المسؤولية والعقل والحكمة والتدبير.

ذات خميس ألبست أخويها بعد أن غسلوا وجههم بماء الصبح.
رتبت حقائبهم .كتبا ودفاتر وسندويشات وياقات بيضاء وقبﻻت محبة.
المدرسة غير بعيدة عن ربيعهم السادس..ذهابا...وإيابا.
وحواجز اﻹحتﻻل سرطان قاتل..ينتشر في الشوارع...وطلقات رصاص هنا وهناك..
أربعة عصافير سقطت...بركة دم طاهر..وجندي قذر يشعل سيجارته تشفيا..
أربعة عصافير تسبح بدمائها...وباب يقرع بشدة...مريم سهم تنطلق حافية القدمين تنطلق..وصلت..صرخات تملئ شوارع يافا..يندفع الرجال واﻻطفال..مريم تسقط في بركة الدم على عصافير قلبها..
ويحمل الرجال اﻷطفال الى مقبرة ﻻينسى ساكنوها..شهداء الغدر .
أما مريم. فقد نقلت الى أقرب مشفى في عناية مركزة.

على كرسيه المتحرك.وقف ابراهيم يتأمل اخته..أطرق طويﻻ في اﻷرض وقلبه يتمزق.
مريم بين يديها خيوطا صوفيه تصنع منها كنزة له..الشتاء على اﻷبواب.
ابراهيم أصبح عاجزا محطم الساقين.

لقد أخذ على نفسه عهدا أن ينتقم ﻷخويه وشهداء آخرين...حقائبهم مازالت تعانق الجدار.والدم يزهر على دفاترهم يرسم حكاية أطفال وعناقيد عنب..قتلتهم أداة حقد بربرية.
يسمع ضحكاتهم أناشيد فراشات وبريق أمل وربيعا جميﻻ.
ابراهيم في شوارع المدينة.يتحين فرصة للثأر..لتاريخ لن يموت.
يجتاز الشارع بخطى ثابتة نحو هدفه...يسرع أكثر..يرى إخوته أمامه وفلسطين وشهداء وبيارق حزن..وبراكين دم.
يبحث عن خطوات إضافية توصله إلى هدفه.
فجأة يسمع يسمع صراخا..وبوق سيارة وأنين فرامل..تصدمه..تتﻻشى أمامه صور اﻷشياء جميعا.
تتناثر دموعا على خديه...مريم كالبوة تحتضن شبلها الوحيد.تمسح دموعه ..تهدهده..أخي مايبكيك.؟.
يبكيني ياأختاه أن السائق عربيا..
ويغرق اﻷخوان في أسى وبقايا أمل ودموع ..مازالت تنسكب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق