#قصة
إبني و الشجرة
*****************
أبي أبي...
ماذا تريد يا ولد...؟
يقولون أني صغير لا يفهم...
وهل ترى العكس...؟
أبي أنت من غرس هذه الشجرة صح...؟
أي نعم بني....
كانت صغيرة مثلي...؟
طبعا بني...
أنت كنت أكبر منها، لما كبرت عليك...أهي متكبرة..؟
لا بني كبرت كي تظلني بظلها، وتغدق علي بثمرها....
هي متكبرة أبي..أعلم ذلك.
لما يا بني؟
تحتفظ بثمارها الحلوة في أعالي أغصانها....أنا لا أصل إليها..
ستصل لها عندما تكبر بني، الثمار الحلوة لا تكون إلا في الأعالي...
ولما ؟
كي نتطلع دائما للسمو والأفضل...وهذا درس تعلمنا إياه هذه الشجرة...إنها سنة كونية مبتوتة في الآفاق حولنا وفي أنفسنا....فكل شيء سهل الوصول إليه، ضاع مذاقه حتى وإن كان حلوا أصبح عاديا أو مقرفا حتى...
لكني ما زلت أصر أنها متكبرة خذلتك وتعالت عليك أبي...
بني يحدث أن نزرع بدرة فتفوقنا علما وقوة...لكنها لا تنسى أن تحسن إلينا وتقر لنا بالجميل...
أريد مثالا أبي....
آه منك بني آه...
حسنا المعلم يعلم تلميذه، وقد يحصل أن يصير التلميذ أعلم من معلمه...لكنه يبر به ويعترف له بأفضاله... فيرجع الناس حسنة العالم لمعلمه...
جميل أبي....
والأبوان يا بني، يربيان الولد،ويكدان عليه حتى إذا كبر بر بهما واحتوى ضعفهما ورعاهما كما رعياه...
هناك من لا يفعل أبي...فما تقول؟
ذاك مثل تلك الشجرة التي غرست وتعبت في سقيها هل تراها هناك...؟
نعم أبي..أراها، ما بها؟
لا هي أنبتت أوراقا أستظل بها،ولا هي أنتجت ثمارا أقطفها...كل ما تفعل هو امتصاص الهواء النقي ونفث آخر ساما...
أنا أفهم أبي، فهمت ما تريد قوله عن تلك الشجرة...
وماذا فهمت بني...؟
حين أكبر سأسهر على راحتك وأظلك بظلي....سأكون شجرة بأوراق وثمار كهاته المتواضعة....ولن أكون شجرة كناكرة الجميل تلك... فلا أحد يحبها لأنها تعيش لنفسها فقط.
بارك الله فيك بني...وأين ستضع الثمار...؟
في أعالي الشجرة.
ماذا تقصد بأعالي الشجرة...؟
ظننتك تفهم أبي لقد أصبحت فطنا أكثر منك، أقصد حضن أمي طبعا...
من قال أنك لا تفهم يا ولد....؟
أنت أبي أنت.....ها ها ها كم هو عنيد هذا الولد
أصحاب الثنين الصغير أنا أراكم لا تقرؤوها باللحن يا أطفالا بسن الكبار.
بقلمي:
#مالحي اسورد مصطفى#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق