شاعر

شاعر

الثلاثاء، 29 مايو 2018

- يوميات رمضان - ١٣ - بقلم ------------ وليد.ع.العايش ١٣/رمضان/ ١٤٣٩

- يوميات رمضان - ١٣ ------------لم تكن الدرب المعتمة قصيرة في تلك الليلة، الوحل يكاد يخلو من بعض الرأفة، الخفاش لا يكتفي بالنظر أو المراقبة، ها هو يتدخل بصورة مفاجئة ومباشرة، الغيوم الرمادية التي كانت تبدو وكأنها أم رؤوفة تكتسي بثوب أسود، الليل يتمطى كشبح رجل استيقظ لتوه من نوم طويل .تابع عدنان سيره بتؤدة، الخوف يعانق خفقات قلبه، بينما الوحل يتعلق بقدميه العاريتين .من هذا المكان مر ذات ليلة والدي، حكى لنا عن قصة شاب قتل هنا منذ عشرين عاما، سالت دماءه على تراب بقعة ضوء قمر يلفظ أنفاسه الأخيرة .
لم يكن يومها عدنان قد جاء إلى حياة البشر، سمع قصته من أبيه وأقاربه .
- لقد ظهر لي اليوم يرتدي قميصا أبيضا ...
- وأنا أيضا ... صرخ علي عندما كنت عائدا من القرية في أواخر كانون الماضي .
عبارات بدأت تلطم ذاكرته، تعثر أكثر من مرة، كاد أن يتهاوى، تشبث بنور القمر الذي لم يبلغ يومه الرابع .
- لا أظن أنهم صادقين، ربما كانوا يؤلفون قصصهم كي يرعبون الأطفال، أو ليبدوا أبطالا في نظر الناس .
الخفاش لم يغادر المكان، أتراه كان يراقبه، أم أنه يحاول استحضار شيئا ما .
فجأة أصبح حجمه أكبر، وكأن ينتفخ كما قربة بدوية، عندما سقطت نظرات عدنان عليه تلعثم في مشيته المترنحة أصلا، خطواته أصبحت بطيئة جدا رغم أنه يعاندها ليقطع ذاك المكان، تحسس شعر رأسه ...
- يا إلهي ... شعري أمسى كأشواك برية .
ضرب الأرض بإحدى قدميه، فعاد إلى وجهه بعض الطين المتشبث بها، كاد أن يسقط، الخفاش أصبح كمارد يشبه قصص الخيال القديمة .
- إنها النهاية ... بعد قليل سيأتي نزار ليأخذني إلى هناك ... ربما يكون متقمصا شكل الخفاش ، حتى السيجارة التي أشعلها في تلك اللحظة وصلت إلى منتهاها بسرعة، لافظة دخانها عبر قسمات الليل الغائم بشتى أنواع الرعب .
الأصوات المبهمة تأتي من كل الجهات، صليل سيوف، قهقهات لا تشبه قهقهات البشر، خفافيش أخرى تحضر الوليمة، أصبح كل شيء جاهزا للاحتفال بالوافد الجديد .
صرخ بكل مايملك من قوة، هذه المرة ضرب الأرض بقدميه الاثنتين معا، ارتعاشة النهاية، ومحاولة التملص من براثن نزار الذي غادر الحياة عنوة ذات ليلة ...
تلاشت صرخاته عبر حنجرة مخنوقة، دنا منه الخفاش الكبير، البقية يرقصون حوله كغانيات أفريقيات سوداوات في سهرة حمراء .
أخيرا وصل الخفاش إلى جوار رأسه ، فما كان منه إلا أن ضربه بكل قواه بيده المكتنزة.
- مالك يارجل ... عدنان ... لماذا تضربني ...
- ابتعد ... ابتعد ... لا أريد أن أموت ...
- عدنان ... عدنان ... مابك ... مابك ...
هب واقفا، نظر حوله، العرق ينهمر بغزارة من كامل أرجاء جسده ... احتسى بعض الماء : ( لك الله يا نزار ) ...
------------
وليد.ع.العايش
١٣/رمضان/ ١٤٣٩
لم يكن يومها عدنان قد جاء إلى حياة البشر، سمع قصته من أبيه وأقاربه .- لقد ظهر لي اليوم يرتدي قميصا أبيضا ...- وأنا أيضا ... صرخ علي عندما كنت عائدا من القرية في أواخر كانون الماضي .عبارات بدأت تلطم ذاكرته، تعثر أكثر من مرة، كاد أن يتهاوى، تشبث بنور القمر الذي لم يبلغ يومه الرابع .- لا أظن أنهم صادقين، ربما كانوا يؤلفون قصصهم كي يرعبون الأطفال، أو ليبدوا أبطالا في نظر الناس .الخفاش لم يغادر المكان، أتراه كان يراقبه، أم أنه يحاول استحضار شيئا ما .فجأة أصبح حجمه أكبر، وكأن ينتفخ كما قربة بدوية، عندما سقطت نظرات عدنان عليه تلعثم في مشيته المترنحة أصلا، خطواته أصبحت بطيئة جدا رغم أنه يعاندها ليقطع ذاك المكان، تحسس شعر رأسه ...- يا إلهي ... شعري أمسى كأشواك برية .ضرب الأرض بإحدى قدميه، فعاد إلى وجهه بعض الطين المتشبث بها، كاد أن يسقط، الخفاش أصبح كمارد يشبه قصص الخيال القديمة .- إنها النهاية ... بعد قليل سيأتي نزار ليأخذني إلى هناك ... ربما يكون متقمصا شكل الخفاش ، حتى السيجارة التي أشعلها في تلك اللحظة وصلت إلى منتهاها بسرعة، لافظة دخانها عبر قسمات الليل الغائم بشتى أنواع الرعب .الأصوات المبهمة تأتي من كل الجهات، صليل سيوف، قهقهات لا تشبه قهقهات البشر، خفافيش أخرى تحضر الوليمة، أصبح كل شيء جاهزا للاحتفال بالوافد الجديد .صرخ بكل مايملك من قوة، هذه المرة ضرب الأرض بقدميه الاثنتين معا، ارتعاشة النهاية، ومحاولة التملص من براثن نزار الذي غادر الحياة عنوة ذات ليلة ...تلاشت صرخاته عبر حنجرة مخنوقة، دنا منه الخفاش الكبير، البقية يرقصون حوله كغانيات أفريقيات سوداوات في سهرة حمراء .أخيرا وصل الخفاش إلى جوار رأسه ، فما كان منه إلا أن ضربه بكل قواه بيده المكتنزة.- مالك يارجل ... عدنان ... لماذا تضربني ...- ابتعد ... ابتعد ... لا أريد أن أموت ...- عدنان ... عدنان ... مابك ... مابك ...هب واقفا، نظر حوله، العرق ينهمر بغزارة من كامل أرجاء جسده ... احتسى بعض الماء : ( لك الله يا نزار ) ...------------وليد.ع.العايش١٣/رمضان/ ١٤٣٩
لم يكن يومها عدنان قد جاء إلى حياة البشر، سمع قصته من أبيه وأقاربه .- لقد ظهر لي اليوم يرتدي قميصا أبيضا ...- وأنا أيضا ... صرخ علي عندما كنت عائدا من القرية في أواخر كانون الماضي .عبارات بدأت تلطم ذاكرته، تعثر أكثر من مرة، كاد أن يتهاوى، تشبث بنور القمر الذي لم يبلغ يومه الرابع .- لا أظن أنهم صادقين، ربما كانوا يؤلفون قصصهم كي يرعبون الأطفال، أو ليبدوا أبطالا في نظر الناس .الخفاش لم يغادر المكان، أتراه كان يراقبه، أم أنه يحاول استحضار شيئا ما .فجأة أصبح حجمه أكبر، وكأن ينتفخ كما قربة بدوية، عندما سقطت نظرات عدنان عليه تلعثم في مشيته المترنحة أصلا، خطواته أصبحت بطيئة جدا رغم أنه يعاندها ليقطع ذاك المكان، تحسس شعر رأسه ...- يا إلهي ... شعري أمسى كأشواك برية .ضرب الأرض بإحدى قدميه، فعاد إلى وجهه بعض الطين المتشبث بها، كاد أن يسقط، الخفاش أصبح كمارد يشبه قصص الخيال القديمة .- إنها النهاية ... بعد قليل سيأتي نزار ليأخذني إلى هناك ... ربما يكون متقمصا شكل الخفاش ، حتى السيجارة التي أشعلها في تلك اللحظة وصلت إلى منتهاها بسرعة، لافظة دخانها عبر قسمات الليل الغائم بشتى أنواع الرعب .الأصوات المبهمة تأتي من كل الجهات، صليل سيوف، قهقهات لا تشبه قهقهات البشر، خفافيش أخرى تحضر الوليمة، أصبح كل شيء جاهزا للاحتفال بالوافد الجديد .صرخ بكل مايملك من قوة، هذه المرة ضرب الأرض بقدميه الاثنتين معا، ارتعاشة النهاية، ومحاولة التملص من براثن نزار الذي غادر الحياة عنوة ذات ليلة ...تلاشت صرخاته عبر حنجرة مخنوقة، دنا منه الخفاش الكبير، البقية يرقصون حوله كغانيات أفريقيات سوداوات في سهرة حمراء .أخيرا وصل الخفاش إلى جوار رأسه ، فما كان منه إلا أن ضربه بكل قواه بيده المكتنزة.- مالك يارجل ... عدنان ... لماذا تضربني ...- ابتعد ... ابتعد ... لا أريد أن أموت ...- عدنان ... عدنان ... مابك ... مابك ...هب واقفا، نظر حوله، العرق ينهمر بغزارة من كامل أرجاء جسده ... احتسى بعض الماء : ( لك الله يا نزار ) ...------------وليد.ع.العايش١٣/رمضان/ ١٤٣٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق