شاعر

شاعر

الجمعة، 26 أغسطس 2016

القمر يطلع هذا المساء......بقلم جميل جواد

&& القمر يطلع هذا المساء..
1
من عينيك يطلع القمر مساء،
و حلمي مدلّه في الضّميرْ!
عصافير هذا المساء،
يروّعها فزع مستطيرْ..!
تروح مشوّشة الطيران،
و أصواتها تقرع الصّمت..
تستنزف الوقت..
ناشبة في الأثيرْ!!
و كان الأصيل،على ريشها،فضّة تارة،
و أخرى رمادا..
و كان الوصول إلى أيّ شيء عنادا..
و أيّ نزول إلى مستقرّ
يثير السّؤال الكبيرْ..!
2
عصافير هذا المساء،
مسلوبة..تغادر الذّاكرهْ..
تكون ذبابا لمن لا يبالي،
و لوحة رعب،
لمن كان يرصد شأن العصافير
وهي تغامر في كرّة خاسرهْ!
فيرْشقها الأوّلون
بما يتوفّر ممّا يبيد،
و يقرؤها الآخرون
حكاية حزن مدمّرة مُرّةً كافرهْ..!
عصافير هذا المساء،
معاناتها لم تكن نزوة عابرهْ!
عصافير هذا المساء،
تفارق أعشاشها صاغرهْ!
و هذا المساء ككلّ مساء،
يغرز خنجره في الخاصرهْ..!
تطول الظّلال و تغمر كلّ المساحات،
ينسحب الضّوء،يقفز فوق أعالي المباني..
و تغرق في الاِصفرار الخواطر
و العين و الرّئتانِ..!
و يلتهم اللّون نبض الحياة،
و يطْغى على مشْرقات الأماني!
و يطْمس كلّ الزّخارف فيها،
و يمحو النّقوش و يلغي المعاني!
فنتْبع"الخنساء"في نوْحها..
لكن بحرقة في القلب و العينانِ..!
و لنقْتفِ"العبْسيّ"في كرّاته،
و الرّوح ظمأى تكتظّ بالأحزانِ!
3
و هذا المساء ككلّ مساء،
يمرّ خفيفا..حنونا..
يمهّد للحلم و الحالمين،
وعودا تجاهد همّ الزّمانِ..!
فينْسكب الدّفء بين الفرائص،
و الأنس يلجم ناعقة الخوف
حول الفراش الوثير،
و يلقي بها للدّخانِ..!
4
و هذا المساء ككلّ مساء،
يمرّ ثقيلا..يمرّ بغيضا
و قد ذوّبته حرارة الأشْجانِ!
على من يضيّع حبّا كبيرا،
و يدفن حلما تمكّن من عقدة النّفس
دهرا طويلا ضاربا في الأعماق،في الوجْدانِ
فيظْمأ حدّ التشقّق في الشفتيْن
و يتعب حدّ التورّم في القدميْن
و يخذله الوجع المتلاطم فيه..
تكون العصافير غابت..
و قد فرّطت في العنانِ..

                        جميل جواد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق