العلاقة
- 3 -
و يسألني صديقي، قائلا: كيف لي أن أقيس مستوى إرادتي، و أنا الذي يتهمني أصدقائي و من هم حولي بأنني ضعيف الإرادة! و أن شخصيتي هلامية! و أن قراراتي في عظمها يكتنفها الخلل! و أنه ما من أحد من الناس يهتم لحضوري أو غيابي! و أن تسطيري لعلاقاتي يكاد يكون وبالا علي بدل أن أكون في مجتمعي و بين أترابي في محل إحترام و تقدير ؟!
قلت: اي صديق: إنك لست الوحيد الموسوم بتلك الحالات، بل يكاد مجتمعنا برمته و على كافة مستوياته و صعده يعاني اليوم من خلل و ضعف و انهزام في شخصيته، و يعاني من سفه في تسطير علاقاته! و سأبين لك أسباب ذلك بالتعداد:
(1) - الإنفعال غير المبرر ! حيث يبتعد المرء كثيرا عن الموضوعية في تسطير علاقاته، و تجده يتأثر بشكل فاضح بمقولات الإعلام و برامجه التي حيكت بطريقة تبعث على التشنج و التي يفقد معها المرء هدوءه و توازنه
(2) - الأمثلة المختزنة في ذاكرة المرء، و بالذات تلك التي يقتنصها من محيطه الملوث الذي خلا من طهر و سلامة و صفاء و نقاء؛ فإن تلك الأمثلة تساهم في عدم ضبط المرء لأمره على نحو سوي و سليم و سديد.
(3) - الإنسان العاقل - بحكم تكليفه - تتعدد الخيارات أمامه، فهو يختار منها لنفسه ما يراه مناسبا، ثم تجده يؤسس لعلاقاته كافة على أساس من اختياراته تلك التي تفصح عن حقيقة ما سيؤول إليه أمره من سعادة أو شقاء
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق