شاعر

شاعر

الخميس، 1 ديسمبر 2016

طاقم قهوة☆☆☆بقلم صبري كامل

++++++++++++++++++ طاقم قهوة ++++++++++++++++++ 
        وقفت فريدة متأملة هذا الموقف الرهيب و تتأمل هذا الحشد و هذا الجمع المهيب الذي لم تعهده طوال الأعوام الأربعين التي مرت من عمرها . 
   فجأة تذكرت هذا اليوم المشهود و الذي غير مجرى حياتها يوم فوجئت بحدوث نزيف من الدم أثار دهشتها و أصابها بشيء من الخوف و الهلع لتنادي على أمها التي لحقتها إلى الحمام لتخرج فرحة مبتسمة لتتحدث إلى أبيها لقد أصبحت فريدة آنسة و قد خرطها خراط البنات و يجب عمل حساب الزمن فلنبدأ بتجهيزها و لنبدأ من الآن أن نجهز لها . 
  مع كل أول شهر أصبحت الأم تقتبس جزء من راتب الزوج القليل بطبعة لتشتري لها ما تيسر من جهازها فكان طقم القهوة له الأولوية نعم فان طاقم القهوة له رمز خاص للحب و العشرة حيث كان يجمع أبيها مع أمها كل يوم في شرفة المنزل مع الموقد النحاسي حيث يتبادلا شؤون الأسرة بحب و دلال . 
مرت الأيام و السنين و الأم تجمع لها ما تطيب لها نفسها حسب ما سمح بيه راتب الأب من طاقم الشربات و مفرش السرير الأبيض و 
و أدوات المطبخ و هلم جرا من ذالك اليوم و الأم تجمع لها و هي تحلم بذلك الفارس الذي سوف يطير بها على فرس أبيض و رفضت كل من ليس لديه ذالك الفرس .
    وصلت فريدا العشرين و قد علمت أن زمن الفرسان قد انتهى و الخيول لم تكن يوم تطير فحلمت بذالك الرجل الثري و الذي سوف ينتشلها من هذه الحياة و أخذت ترفض كل من لم يتفق مع أحلامها .
    مرت العشرينات و دخلت عقدها الثالث و قد أعلنت فريدة أنها قد تنازلت عن حلم العربية و القصر و الخدم و أنها تبحث فقط عن ذاك الرجل الذي يصونها و يحتويها و للأسف لم يطرق لها باب . 
   الآن وقد دخلت عقدها الرابع و لم يطرق بابها أحد هنا أفاقت فريدة من ذكرياتها على نحيب الحضور و صرخاتهم و ولولة النساء 
فدخلت حجرتها و أخذت تبحث بين أكوام من العلب و الحقائب التي قد كستها أكوام التراب أخيرا حصلت علي مفرش السرير الأبيض و طاقم القهوة فخرجت من حجرتها متبسمة لتضع مفرشها الأبيض علي نعش أمها و دخلت المطبخ لتصنع القهوة السادة و بعد أن نفضت التراب أخرجت طاقم القهوة من علبته . 
صبري كامل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق