تصفية حلم الربيع
غادر ذات يوم
وانتهك الذاكرة
اضفى بعض من حرمان
توسد هجيع الصمت
واستأنس شرود الذهن
قال انا ضيف قصير القامة
امكث لبضع لحظات
دنياكم لا تسعني
ان نمت مقهور السريرة
اتوسد حضن الموت
وسدائل الدموع تغتسلني
من انهار العطاش يقطر دمي
ومن بطون الجوعى تجتر شراييني
نهل من الم امل انا لم انل حظوظي
مكسوري الخواطر يذهبون ضيوفي
معصومي الاعين حين يرون الذل
ينالون خيبة النزوح بتعصبهم
تصطادهم الاوجاع فرائس جهلهم
ويصرخون بحين ما سكارى
للضياع مسلوبي المسرات اصنافهم
تلفهم خيام الصقيع جثث منفوخة البطون
الم الم الم ينادي صدى الوديان
والسهول تعتصر الرموش للهروب
والجبال ردم من قبور تتهاوى عليهم
نائح شجر بلادي لا خريف له
ربيعه قطيع قاحل عقيم الارحام
وويل لصيف جفف الرموش النديه
وانتهر مجاري الجداول الرقراقة ومضى
الكل يتراكض الى السحيقة بتساقطه
والجحيم استعرت عظامي الهزيلة
استوقدت بلهبها منابع الغيم الاسود
واستمطرت فواجع التهجر للغربان
ناح البوم الشؤوم دياري وتقهقه عليها
وحلف للشوارد ان لا لقاء خلف الستائر
سيضم الحلم نوعان من النقيصة
حلم اهل الديار ان استخفوا المهازل
وحلم الاطماع ان استلهب الغزاة الابتلاع
وكلاهما وجع يئن بدواخل صدورنا المغلقة
حينما تجفف وسادة الاوطان بالجحود للنزوح القصري ممن سكنوا ظلم القربى
الكل ساعتها سيمضي معصوب العيون اعمى للدموع الساخنة حين تغليها نار الاحلام بالويلات والشحوب السخيف
بعد ان تأكل رمادها الجياع وتستنفر...... الهروب كضبي البرية امام الأسود الناهشة
لكن الندم لن ينفع عندما تجز الاعناق
النحيلة للزراف......
وصف لسكون الحلم الاخير لوطني الذبيح
ويصرخ منا الوجع مآقي عيون العراة للعرايا
الشاعر
عيسى حداد
رحلة العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق