البلبل بين القطة والفاتنة ------------------------ لا أحد يحمل همَّ هذا البلبل الفتّان ، سوى فتاة احتضنته بثيابها الجميلة ، عندما سقط من فوق شجرة السدر وهو فرخ لا يقوى على الطيران . لقد هاجمته قطة لئيمة غارقة في الجوع . حاول الإفلات منها .. ولولا سقوطه ، لقضي نحبه . حدث ذلك قبل عدَّة شهور خرج من قفصه فجر هذا اليوم ، يترقب نهوض مربِّيته من النوم .. يرفرف بجناحيه صوب أذنها ويهمس بها ، ليخبرها بما ضاق به صدره . يخبرها بتلك الأحلام المرعبة التي يراها كل يوم في منامه بعد تلك الحادثة الأليمة ، وكيف تتربص عشه قطة سوداء ، تثير به الفزع ، محاولة مسكه. طلب منها أن تأتي بسريرها جنب قفصه ، ليطمئِنَّ بنومه ويتخلص من هذا الكابوس القاتل الذي قد يتحول إلى حقيقة ، فيما لو كان بعيدا عنها في الحدائق والبساتين . لملمتْ فراشها وأتت بسريرها إلى جانب قفصه ، وعاش مرتاحا كما لو كان طليقا في الهواء.
سامي شكرجي
26 / 3 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق