دروب الغوى
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا ولدت في الوهم ،
وأحببت في الوهم,
وأمضيت عمري في الخيال ،
صنعت لنفسي إمبراطورية
دون موضوع
ودون قضية ،
وبنيت أبراجا في الهواء
دون محاور مركزية ،
رميت بذوري على الصخر،
ونصبت خيمتي في اليأس
عند جزع شجرة بريّة ،
شربت من مياه البحر ،
وانتظرت مراكب الحب
على جزر منسّية ،
هاجرت من جزري طيور النورس ،
حتى أمواج البحر نسيت شواطئي ،
وما عادت تتلاطم مع صخوري المسنّنة الوحشية .
أنا عندما أحب بكل شوق,
أنا عندما أحب وأذوب من الشغف
وأنساب من حرارة العشق,
وتصبح روحي شفافة مثل النور,
ويصبح قلبي هلاميا من الوهج,
أنا عندما يسكنني الهوى
وعندما يلبسني نسيج حريري من العاطفة والحنيّة,
أجد نفسي أمام طيف بشري حقيقي,
وأجد نفسي أمامه مثل الوهم ومثل الخيال,
أجد نفسي , لا أدري عن ماهية هذا الهيام
الذي يذيبني حتى أصبح مثل السراب ,
أصبح وهميي التواجد
وخيالي الأحاسيس,
أجد نفسي أعشق بشرية من الإنس,
موجودة وغير موجودة,
حقيقية من شدة الوهم,
وهمية في تواجدها
حتى أنني صرت لا أدري
أهي فعلا إنسية أم حورية ؟؟!
أنا جسد متشّقق من الجفاف
تسكنني روح شتوية ،
ظمآن دائما ؛
ما عادت ترويني زخّات المطر القوية.
أتخبّط في ألوان الصيف ؛
وقوس قزح يمشي في شراييني .
أنا عصفور يلهث على أغصان الشمس ؛
تلفّني نسمات الربيع
وتهفهف في صدري أوراق الشجر الخضراء .
أنا بائع زهور ؛
أتمشّى بعرباتي على كورنيش البحر.
أعانق الأمواج من بعيد,
وتعتصر الملوحة أشواقي وشجوني .
يسرقني قرص الغروب ،
يخطفني ،
يشلحني على دروب الغوي.
يدغدغ أحلامي ،
ويبعثر في الهوى شكوكي وظنوني .
ــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق