العلاقة
- 4 -
اقتحم علي صديقي وحدتي و لا أخاله إلا وهو يبكي! و قال: إلى متى سنبقى هكذا بكل هذا الضعف و الذل و الهوان ؟
كم هو مسكين صديقي هذا ! مذ عرفته و هو يخضع لاملاءات القاصي و الداني في إنشاء و تسطير علاقاته، بل و أنكى من ذلك فإنه إذ يسمع لهذا و ذاك - ما بين جاهل و مغرض و غبي - تجده يفشل في وضع النقاط على الحروف فإذا به و بسلوكه و أفعاله يسوق نفسه من سوء إلى سوء ! ثم تجده يندب حظه و يلقي تبعات فشله على الظروف و الأوضاع و الحكومات و القوى الظلامية و قوى الاستعمار و مخلفاته!
إن مسألة كسر و تحطيم الإرادة، و السياسة المتبعة في ذلك وحدها المسؤول عما وصل إليه صديقي هذا، و غيره كثير جدا، حتى غدت هذه الأمة بهذه الحال التي هي عليها الآن.
إن مسألة كسر و تحطيم الإرادة لا تشبه النباتات الطفيلية التي تخرج من تلقائها ! بل ثمة أياد تحمل مطرقة و تعرف كيف تسدد الضربات بحيث لا يذهب جهدها سدى.
أشفقت لحال صديقي هذا، لكنه ليست لدي العصا السحرية التي تقلب الأمور رأسا على عقب ما بين لحظة و أخرى، بل حسبي إزاء ما أمست عليه هذه الأمة أن أشرع في إعادة بناء و استنبات الإرادة، بحيث يستطيع صديقي و أمثاله أن يسطر علاقاته بحكمة و روية و قوة و سداد و استواء.
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق