بقلم مصطفى رضوان
محطة المسافرين
تتكرر معه كل يوم ، عند استيقاظه يشعر بتعب شديد و ألم في مقدمة رأسه .. أضناه طول السهر و طول التفكير في هذا الذي آل إليه. . ظل للحظة مستلقيا على قفاه يحملق في صقف بيته المتواضع و قد تآكلت كل جنباته. . بتثاقل شديد حمل نفسه إلى المطبخ. . لم يجد شيئا يأكله. . سمع أبناؤه قرع الأواني فهرولوا إليه يحدوهم أمل في الحصول على شيء يقتاتون به. . كانت أعينهم ترنوا إليه. . تستجديه فقد أرهقهم الجوع. . أحس بإرتباك شديد و هو يشعر بأنه غير قادر على إطعام عياله. . انسابت دمعة على و جنتيه .. ربت بيده على كتف أبنائه و مسح فروة رأس أحدهم و خرج لا يلوي على شيء.. ظل يومه كاملا و هو يبحث على حل لمشكلته. .إلى أن وصل إلى محطة المسافرين. . كانت أصوات الحافلات تعلو المكان. . و أصحاب الحافلات ينادون على زبنائهم .. مراكش. . الرباط. . طنجة .. دخل وسط الحافلات و يأخذ يتنقل من حافلة إلى أخرى يقرأ بعض أسمائها .. السريع واد زم. . الغزالة. . الراحة. . السعادة. . على جناح السلامة. . تساءل مع نفسه : ماذا أفعل هنا؟ هذه الإتجاهات كلها لا تلزمني، ما يلزمني كسرة خبز أسد بها رمق عيالي.. في لحظة الحزن و الكآبة و الظنك .. أغمض عينيه و اتكأ على حافلة كانت بالقرب منه .. أنا الذي أمضيت سنين عمري كموظف نزيه بوزارة العدل. . في لحظة، كلمح بالبصر .. أصبح حالي هكذا أتكفف الناس ..
أنت..!؟
سمع أحدهم يخاطبه على مقربة منه..
- من أين أتيت و إلى أين أنت ذاهب؟
- جئت من الجحيم و أظنني سأرجع إليه..
انفجر الغريب ضاحكا ، من طريقة ايجابته و حضور بديهته..
قص عليه قصته و حكى له حكايته .. مد الغريب إليه كتابا كان يحمله بين يديه و هرول يجري. .
مراكش. . مراكش. . مراكش ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق