العلاقة
- 5 -
لا يزال صديقي يحدثني بلهجة إنفعالية ! فكأنما يريدني أن أتضامن معه و أن أخرج عن هدوئي المعتاد، بل تجده يعزف على وتر الدين عساي أن أنصاع لما يقول، و قد نسي صديقي هذا أنني لست ممن تأخذه العواطف؛ و أنني لست ممن يفهم نصوص الوحي المطهر بمقتضى فهم بشري قاصر و غير شمولي، لكنه حين يصح فهم نص من نصوص الوحي فأنا لا أميل إلى ما سواه حتى و إن خالف ذلكم الفهم الصحيح للنص ضرورة عقلية فأنا أتشبث بالفهم الصحيح و أترك ضرورات العقل - تلك هي وجهة نظري التي اعتمدتها كمنهج لي و ذلك بعد قراءة و بحث و دراسة و استقصاء و تقليب لوجهات النظر في هذه المسألة، فإن خالفني فيها مخالف فلا يعني أن وجهة نظري هذه خاطئة و يلزمني أن أعتمد وجهة نظر الآخر و أن أعرض عما وصلت إليه حرا مختارا من وجهة نظر -
لكنه قبل أن أسترسل في استعراض إنفعالات صديقي، أود التنويه إلى أنه إذا سألني سائل: و ما هي معاييرك في الفهم الصحيح لنصوص الوحي ؟
أقول ببساطة شديدة: 1 - بعض الآيات الكريمات من القرآن الكريم تفسرها آيات أخر في موضع آخر من الكتاب
2 - بعض الآيات الكريمات يفسرها منطق الرسول الكريم قولا و سلوكا
3 - بعض الآيات الكريمات يفسرها قول و فعل صحابي من صحابة رسول الله .. بشرط عدم تعارض فهم هذا الصحابي للآية الواحدة مع فهم صحابي آخر لها
4 - بعض الآيات الكريمات يمكن تفسيرها بمقتضى قواعد و أصول و جذور لغة العرب و ذلك وفق فهم دقيق جدا لأحوال تلك اللغة بما هي عليه من فصاحة و بلاغة و مجاز و بيان و مفردات و جمل.
5 - كل ما ورد في الإسرائيليات من تفسير للآيات الكريمات فلا يعول عليه في شيء.
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق