عدو الانسان
إن أعظم أعداء الإنسان وأشدهم قسوة و أكثرهم تدميرا للطبيعة بصفة عامة و للبشرية بصفة خاصة هو الجهل ، و لهذا سمي العصر الذي سبق الإسلام بالعصر الجاهلي . وإن الجهل لمعاني آيات القرآن و لأهداف الدين أو تجاهلها عمدا هو أعظم ما يهدد العالم كله في هذا العصر الذي تكالبت الامبريالية العالمية و ربيبته الصهيونية على الإسلام و المسلمين .
إن محاربة ما يعرف بالتطرف الديني الذي يقصد المسيحيون و اليهود من ورائه هدم الدين و تحريف معاني القرآن هو محاربة الإنسان للإنسان ، و بالتالي فهو ليس محاربة للدين و ليس محاربة لله و إن محاربة الإنسان للإنسان ستؤدي إلى هلاك البشرية و تدمير الطبيعة التي لا يمكن أن تدوم بدونها حياة الإنسان . وإن هذا التصرف لينم عن جهل وغباء الإنسان و لا ينم عن اجتهاده و ذكائه وتنور عقله .
إن الناس يجهلون بأن الذي يغني نفسه أكثر من غيره بالعملات النقدية سيبقى أغنى من غيره لأنه يستطيع أن يشغل عددا أكثر من المواطنين و يستطيع أن ينتج أكثر من غيره .
إن الناس يجهلون بأن الذي يغني نفسه بنفسه بالعملة النقدية يبقى دائما أغنى من الذي ينتج له ما يشتريه بتلك العملة .
إن الناس يجهلون بأن تحريم الربا هو تحريم لأكل أموال و أرزاق الناس بالباطل ، و أنه عبارة عن سرقة مقننة .
إن الناس يجهلون بأن منع الله لكنز الذهب و الفضة يعني أيضا منع كنز العملات النقدية ، و يجهلون أن سبب هذا المنع يعود لاعتبار النقود قيمة لما يشترى بها ، و اعتبار ما تم شراؤه مستهلكا و بالتالي فقيمته تبقى عبارة عن لا شيء إذا لم يتم انتاج و تجديد ما تم استهلاكه .
إن الناس يجهلون أو يتجاهلون بأن الاقتصاد يتمثل في الإنتاج و الاستهلاك ، و أن العملة النقدية مجرد وسيلة لتقسيم الأرزاق و المنتجات على العباد ، و أنها وسيلة لتجديد تلك المنتجات ، و أن كنزها و تقاضي الربا على إقراضها يعتبر ظلما شنيعا و متعمدا للعباد ، كما أنه عصيان صريح لله .
إن الكفار الغربيين على الخصوص الذين منحوا الامتياز لعملاتهم النقدية المعروفة بالصعبة لا يحبون أن يرفع هذا الظلم على العباد و يحبون من باقي قادة العالم أن يقمعوا شعوبهم و أن يحموهم من الذين يعانون من ظلمهم و ظلم الحكام .
إن الناس يجهلون و يتجاهلون ما يمكن أن يحققه التعامل بعملة عالمية موحدة يتعامل بها جميع سكان العالم آليا فقط ، يتم استغلالها في توظيف الجميع و الإنتاج للجميع من أمن و سلام . إن الدول عبارة عن تقسيم للعالم و ليست عبارة عن توحيد ، و إن التقسيم هو الذي يؤدي إلى الظلم و الفتن و الحروب و قتل الناس للناس ، و يموت فيها الظالم و المظلوم .
إن الناس يتجاهلون قول الله تبارك و تعالى ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفورا ) و رغم ذلك يصلون و يصومون و يحجون و يسبحون و يستغفرون و يذكرون الله و يريدون من الناس أن يعتبروهم من المؤمنين .
إن الناس يتجاهلون بأن العبادة عبارة عن الأفعال و الأعمال الصالحة و ليست مقصورة على الشهادتين و الصلاة و الصيام و الحج و التسبيح و الأذكار . و يتجاهلون بأن الدين كل متكامل و لا يقتصر على العبادات فقط . مع العلم أن العبادات اليوم يتم استغلالها من طرف رجال الدين أنفسهم و من جميع قادة الدول الغربية و الشرقية كمجرد مخدر للإنسان و الفتوى بحق الدفاع عن الظلم المفروض على العباد و الفتوى بتحليل الحرام وتسمية الربا بالمرابحة . و أنا أسأل جميع العباد من موقعي هذا و أقول لهم من أين حصلت الدول و الشعوب و الأفراد على كل هذه العملات النقدية التي تعتبر أموالا ؟ .
باتنة في 11/05/2018
السعيد أحمد عشي
شاعر
الجمعة، 11 مايو 2018
عدو الانسان ....السعيد احمد عشي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق