صرخة الأرواح ...
شعر :مصطفى الحاج حسين .
سحابة من قلبي أمطرت قصيدة
على ما صار في بلدي من آثام
دمع الروح غطى شوارع الأوجاع
انكسر ضوء الطفولة .. بحقد قذيفة
اشتعلت النيران على أطراف ضحكتنا
وترملت الأشجار .. فوق احتراقها
ونمت في باطن فرحتنا .. هزيمة
أدق على جدران القهر اللئيم
أسأله .. رفقا بالندى وأجنحته
ومهلا .. على ذبح موسيقى الأمنيات
تهدمت مدن الرقص
فوق دهشة الأعراس
وارتكنت الأحلام في زوايا القبو المعتم
تشتم رائحة الكره الأسود
ارتعب الصبح .. وجفل الليل
ولاذ الهواء بحفرة باكية
مدينتي .. فقدت أبهة شوارعها
من حضنها ضلت الأرصفة .. المكتظة بالدم
الدود يأكل نضارتها
الزاحف لعينيها من كلّ صوب
ويشرب الرعب من ماء طفولتها
لا أحد يجد مكاناً .. ليحمي تنهداته
موت يجثم فوق بكارة التاريخ
نار تلتهم كبرياءها الشاهق بالضوء
يتقاذفها الهلاك .. الساخط على أنوثتها
وترمم انكسارها بالسقوط الحميم
وتنادي .. ماء لغصة قهرها
هواء .. للحاء فتنتها
لا مجيب .. لصرخة الأرواح الناحبة
نهبوا من فوقها السماء
وسرقوا تربة الماضي .. الطافح بالمجد
هم الغرباء ..
افترشوا سجّاد هيبتها .. المسكون بالوقار
وناموا على صدر سريرتها .. الأبيض
لا أحد ... يأبه .. لاغتصاب حرمة العرب
وماتت شهامة الأشراف !
عند أول استغاثة .!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق