الأنْــفُــلُوَنْـــزَا
..............
يَزورُ الـنَّـفـسَ في ثـوبِ الـخـصـامِ
ضُــيُـــوفُ الــدَّاءِ أعــــداءُ الأَنـــامِ
.
يـُقِــيمُ الضَّيفُ في الأَحـشـاءِ كُرْهـاً
بِـــــلا إذنٍ ويُـــزعِــج فـي الـــمـــنـــامِ
.
فـتـشـكـو الـنَّـفـسُ من إيـذاءِ ضيفٍ
لاَنَّ الــضَّــيْــفَ مــنْ صــنــفِ الـلــئَــامِ
.
فـمـِن بـَلـوَاه قــدْ عــافــتـهُ نـفـسـي
صَنيْعِ الـسـُّوءِ في جُـنْـح الظلامِ
.
ِ
وضـيـفُ الـشَّـرِّ أفـقَـدنـِي قُــوَايـــا
كـطـفـلٍ تـاهَ في وسَـطِ الزَّحَـامِ
.
مُسيءٌ بــاتَ يـعـبـَثُ فـي الـخَــلايــا
فيؤذيني ويـنخـرُ في عـظـامي
.
قــبـيــحٌ يــمـْتـَطـي لـلـــذُّلِّ نــفــســاً
يُـهـين الـدَّمـعَ في جفن الكرامِ
.
شُـمـوخُ الـرَّأس وُبِّــخَ مـن صُـدَاعٍ
وعـَطـْسٌ ذلَّ أوصَـالَ الـعـظـامِ
.
ِ
فـأشـكـو الـهَـمَّ مـن سَـيَـلانِ رشْـحٍ
وأشـكـو الـغـمَّ من فِـعْـل الزُّكَــامِ
.
وسَـيـلُ الـدَّمـعِ خَـطـَّطَ في الـمُـحـيَّـا
وَحَــوْلَ الــثَّــغْـــرِ يـبـدو كـالـلـجـامِ
.
ويُـشـعِـلُ في مَـنـاحي الـجِـسْـم نـاراً
فـتبـدو الـــنَّـــارُ كالــمَــوْتِ الـــزُّءَامِ
.
زفـيرُ الــنَّــار يـصـدرُ مـن جَـبـيـنـي
فـيعـتَـزلُ الـلـسـانُ عـن الـــكَـــلامِ
.
سـُعـالُ الجـَوفِ يُخْرجُ في الـخَبَايـا
بــألــوانٍ تـُــنـــفِّـــرُ فِــي الــمَــقـَــامِ
.
يـَسُـدُّ الـنِّـفـسَ عـن أشـهَـى شَـرابٍ
تَعُوفُ النَّفسُ من أزكَى الطَّعامِ
.
وَقَــوْلُ الآهِ يُــنـْزَعُ مـن ضُـلـوعـِي
لِــيُـعْـلنَ عـن سُهَـادي وانْـهِـزَامِي
.
فـَـلا لــفــظٌ يُــخَــبِّرُ مَــا بِـــحَـــالــي
كــأنَّ الــثـَّـغْـــرَ كُـمِّـمَ بـالــلـــثـــامِ
.
فــلا أدري بـِـمَـــا يـنـسـابُ خَــلــفـي
ولا أدري بـمـا يـجْـري أمــــامـي
.
ولـمْ تـهـنـَــأ بـطـعـم الـعـيـشِ نـفـسي
فــآلامِـي كـطـعــنٍ بـالـسِّـهــامِ
.
فــلا نــومٌ يُــريْـحُ الـنَّـفـسَ حِــيْــنــاً
كـأنَّ الـشَّـوكَ يُفرشُ في مَنامِي
.
فـبئسَ الـضَّـيْـفُ زادَ الـقـلـبَ كُـرْهـاً
فَـلا تـفـْتِـكْ بِــنَــا يـا ابن الحـرامِ
.
وَأَنـْفــقْـنَـــا مِـنَ الأَمْــوَالِ قَـهْــرَاً
لِــطَـرْدِ الـضَّــيْـفَ منْ مُـخِّ الـعِــظَامِ
.
وَأَدْوِيَـةٌ من الأصْـنَــافِ شَــتَّـى
فَـلا جَــدْوَى لِــتُــشْــفِـيَ بالــتَّمَــامِ
.
كَأَنَّ الــمَــالَ يُــنْــفَـقُ في حَـــرَامٍ
منَ الأَوْلَـى ويُــنْــفَـقُ في الــطَّــعَـامِ
.
وَدَمْـــعٌ يَـشْـتَـكِي الآلامَ لَـــيْـــلاً
وَشَــكوى الـلــيْـلِ تُـــزْعِـجُ في الـنِّـيَـامِ
.
كَـرِهْـتُ الـنَّـفْـسَ من أَفْـعَـالِ ضَيْفٍ
فَـــلا تُــؤذِيْـــهِ زَفْــرَاتُ الـــمَـــلامِ
.
فَــلَا يُــجْــدي سِــبَــابَــاً أَوْ مَــلامَــاً
فَـنُـطْــقُ الــسَّــيْــفِ يَـا خَـيـرَ الكَلامِ
.
فـلـن نـهـْـوَاكَ لـو بــادرتَ صُـلـحَــاً
ستَـبْـقى الــخَــصْــمَ مَـكْـرُوْهَ الـمَـقَـامِ
.
وَتَــبْــقَـى أَنتَ مَـنْـبُـوذَاً حَــقِــيْــراً
ولـــو حـتَّـى تُـــبَــشِّــرَ بِــالـــوئــــامِ
.
فَـلا صُـلـحٌ لِــمَــا قــدْ جُــرتَ فـيْـنَــا
ولـو بـادرت في صُـنْــعِ الــسَّــلامِ
.
ولــو تــبْــدُو أمــامَ الـعـَـيـنِ جَـهْــراً
فــأقـسـمُ أنْ أجُـزَّكَ بـالــحُـــسـامِ
.
فــغـــادِرْنَـــا وَلَا تَـــرجِــــعْ إلــيــنــا
ولا حــتَّـى بِــأحــلامِ الــمَـنَــامِ
.
........................................
بقلم الأستاذ / منصور اللوح ـــ
غزة ــ فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق